خصال النبي الخمس.. تميز الرسالة المحمدية ورفعة الأمة

ترك رسول الله أمته على طريق واضح المعالم، مستقيم الهداية، ليله كنهاره، لا يضل عنه إلا من أعرض عن النور، بين لهم كل ما فيه خير وصلاح في الدنيا والآخرة، وحذّرهم مما يجلب سخط الله سبحانه وتعالى.
ويتفق العلماء عبر العصور على أن سيّدنا محمد ﷺ هو أشرف البشر وأكرمهم عند الله عز وجل، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين، جامع خصال الكمال البشري، الذي جاء برسالة عالمية باقية.
وقد قال ﷺ في بيان مكانته: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفّع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر».
وقال أيضًا: «أُعطيت خمسًا لم يُعطهن أحد قبلي: نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس عامة».
وقد ميز الله نبيّه الكريم ﷺ بخصال شرف عديدة لم تُمنح لمن سبقه من الرسل، ونالت الأمة المحمدية بفضله نصيبًا من هذه الكرامات. ومن أبرز ما جاء في الحديث الشريف من تلك الخصائص:
1. النصرة بالرعب: أيّد الله نبيّه على أعدائه بأن يوقع الخوف في قلوبهم حتى لو كان بعيدًا عنهم بمسافة شهر، فيضعف شوكتهم وتتفكك صفوفهم، نصرة من الله وتثبيتًا لدينه.
2. الأرض كلها مسجد وطهور: رفع الله عن هذه الأمة الحرج والقيود التي كانت على الأمم السابقة، فجعل الأرض صالحة للصلاة والطهارة؛ فمن أدركته الصلاة في أي مكان فليصلّ، ومن لم يجد الماء كان له التراب طهورًا.
3. حل الغنائم: أباح الله لنبيه وأمته ما يُغنم من أموال الأعداء وفق الضوابط الشرعية، بعدما كان ذلك محرّمًا على من سبقهم من الأنبياء وأتباعهم.
4. الشفاعة العظمى والمقام المحمود: اختص الله نبيه بمقام محمود يوم القيامة، فيسجد تحت العرش فيُؤذن له بالشفاعة للفصل بين الخلائق، وهو مقام يتمنى الأنبياء والمرسلون بلوغه.
5. عموم الرسالة: بعث الله تعالى محمدًا ﷺ برسالة عالمية شاملة لكل زمان ومكان، بعدما كانت الدعوات السابقة مقصورة على أقوام محددين، فجاءت شريعته كاملة لا تحتاج إلى زيادة ولا ينالها نقص.