حوار خاص| وكيل صحة كفر الشيخ: أنهينا أزمة قوائم الانتظار.. ولا يوجد نقص بالأدوية والمستلزمات
في نفس الوقت الذي تؤكد التقارير الرسمية في كفر الشيخ أن القطاع الصحي يعيش حالة من التطوير والتوسع، لا تزال هناك بعض أصوات المواطنين تشتكي من أزمات قائمة، فمستشفيات كبرى مثل سيدي سالم والرياض إحداهما مغلق والأخرى لا تزال أعمال تجديدها متعثرة ومتوقفة.
كما تبقى أزمة نقص الأدوية واستقالات الأطباء والكوادر الطبية مشكلة تهدد الخدمة، وتشغل الرأي العام رغم محاولات الوزارة لتقليص الفجوة بين القطاعين العام والخاص، وتوفير كافة النواقص من الأدوية.
في هذا الحوار، يتحدث الدكتور محمد أبو السعد، وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ لـ "بلدنا اليوم"، عن ما تحقق على أرض الواقع بالأرقام، وما يواجهه قطاع الصحة بكفر الشيخ من تحديات جسام، بين نجاحات مبادرات رئاسية مثل "100 مليون صحة"، ومحاولات خفض قوائم الانتظار، وبين ملفات شائكة لا تزال تبحث عن حلول، وما يدور في أذهان المواطنين من تساؤلات.
ما أبرز أعمال التطوير التي شهدتها المستشفيات الكبرى مثل كفر الشيخ العام، مطوبس، ودسوق؟
شهدت هذه المستشفيات أعمال تطوير كبيرة، ففي مستشفى دسوق العام تم افتتاح قسم كامل للحروق، وإنشاء عناية مركزة جديدة تضم 11 سريرًا، إلى جانب تدشين وحدة جراحة الجهاز الهضمي والبنكرياس التي أجرت مؤخرًا أول عملية أورام للبنكرياس.
أما مطوبس المركزي فتم دعمه بتجهيزات حديثة ووحدات إضافية، بينما شهد كفر الشيخ العام توسعات في أقسام الطوارئ والتخصصات الدقيقة.
كيف انعكست المبادرات الرئاسية مثل "100 مليون صحة" ومبادرات دعم صحة المرأة والطفل على أرض الواقع داخل المحافظة؟ وما هي الأرقام التي تحققت حتى الآن؟
المبادرات الرئاسية أصبحت روتينًا يوميًا في منظومتنا ولن تتوقف مجددًا، حيث قمنا بفحص أكثر من 1.2 مليون مواطن في مبادرة "100 مليون صحة"، إلى جانب مبادرات صحة المرأة للكشف المبكر عن الأورام، ومبادرات الأمراض المزمنة، التي تقوم على الاكتشاف المبكر للحالات.
كما نحرص كل الحرص على ضبط حياة المريض مبكرًا قبل وإدراك حالته قبل أن تتفاقم وتخرج عن المسار الصحيح.
أزمة نقص المستلزمات الطبية والأدوية يقال إنها عامة.. لكن كيف يتم التعامل معها هنا في كفر الشيخ؟
اليوم لا يوجد أي نقص في المستلزمات والأدوية فهي متوفرة بكثرة داخل مخازننا وتغطي احتياجات جميع المستشفيات والوحدات الصحية، كما يةجد لدينا مخزون وفائض، وأي مستشفى بها نقص سببه عدم طلب الأدوية من المستشفى أو الوحدة.
كيف تواجهون ظاهرة استقالة الأطباء وتركهم العمل الحكومي سواء للعمل بالقطاع الخاص أو السفر للخارج؟
هذه بالفعل أزمة وظاهرة عامة، ونعمل على مواجهتها بتوفير حوافز مادية ومعنوية، بجانب التدريب المستمر للأطباء، والسعي لدى الوزارة لزيادة المخصصات المالية بما يقلل من الفجوة بين القطاعين العام والخاص، لكن في النهاية محافظة طفر الشيخ أقل محافظة تعاني من هذه الأزمة. فمنذ 6 أشهر لم يتقدم طبيب واحد في مديرية كفر الشيخ بطلب استقالة لأي سبب.
رغم الوعود المتكررة.. لماذا توقف العمل في إحلال وتجديد مستشفى سيدي سالم المركزي وكذلك استكمال العمل في تجديد مستشفى الرياض؟
مستشفى الرياض وصل العمل فيه لأكثر من 50%، ونخطط لافتتاح قسم الاستقبال قبل نهاية هذا العام.
أما مستشفى سيدي سالم فتوقف لأسباب فنية ومالية، لكنه مدرج بخطة الإحلال والتجديد ولن يتم تجاهله، حيث كانت هناك مشكلة في الاعتماد بسبب المساحة، وحصلنا على الموافقة بتعويض عجز المساحة في ارتفاع المباني كاستثناء للمستشفى ولأنها من المستشفيات الهامة التي تخدم أحد أكبر مراكز المحافظة.
صداع قوائم الانتظار.. كيف تتعاملون مع هذا الملف وما هي النتائج المحققة؟
كفر الشيخ تتصدر الجمهورية في قوائم تخصص الرمد تحتل المركز الأول، وفي المركز الثاني بعمليات القسطرة القلبية، والثالث في الأورام والعظام، لقد نجحنا في خفض متوسط فترة الانتظار إلى أقل من 3 أسابيع في أغلب التخصصات، بعد أن كانت تصل لعدة أشهر، فعمليات قسطرة القلب والأورام والعظام تعمل بشكل يومي دون توقف.
ما خطتكم لعودة الثقة في المستشفيات الحكومية من جديد مع ارتفاع أسعار المستشفيات الخاصة؟
خطتنا أن نوفر كل ما يحتاجه المريض داخل المستشفيات الحكومية وهذا يحدث بالفعل، فقد كان المرضى في السابف يموتون لعدم وجود طوارئ للغسيل الكلوي في المحافظة ويحتاجون للسفر لمحافظات أخرى، اليوم كل مستشفى لديه وحدة غسيل طوارئ، مع عزل الأطفال عن الكبار حفظًا لمشاعر الأطفال وليتم التعامل معهم بطريقة نفسية خاصة، ومستشفياتنا لديها قدرة تكفي 1000 مريض وتستقبل شهريًا نحو 10 حالات جديدة.
هل هناك آلية رقابية للسيطرة على أسعار الخدمات بالمستشفيات الخاصة؟ وطرق التعامل مع حالات الطوارئ؟
نعم، هناك متابعة ورقابة على المستشفيات الخاصة من خلال فرق تفتيش لضبط الأسعار وجودة الخدمة، حتى لا يترك المواطن فريسة لأي استغلال.. وهناك تعليمات مشددة لكافة المستشفيات الخاصة للنعامل مع كافة حالات الطوارئ دون استثناء ودون شرط، ودون تطلفة الحالة أي شيء، وفي هذه الحالة من حق المواطن التوجه لأقرب مستشفى له لتقديم الخدمة سواء كانت حكومي أم خاصة على حد سواء.
ما الجديد في ملف اعتماد المستشفيات والوحدات الصحية خاصة وكفر الشيخ مقبلة على تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل؟
المرحلة القادمة ستشهد اعتماد 17 مستشفى لتقديم الخدمة بمعايير الجودة، منهم 9 مستشفيات سيتم مراجعتها من قبل هيئة الرقابة والاعتماد، مثل بلطيم، بيلا، سيدي غازي، قلين، معهد الأورام، الرمد، الكبد، الغبور، وفوه، كما سينضم لهم لاحقًا مستشفيات الرياض والحامول ومطوبس.
كذلك أيضًا لدينا 207 وحدة صحية تقدم الخدمة الأولية، 7 منها تم اعتمادها بالفعل.
في الختام.. ما رسالتكم التي تودون توجيهها لأهالي كفر الشيخ؟
نعد المواطنين بخدمة صحية متكاملة داخل المحافظة، حتى لا يضطر أي مريض للسفر خارجها لتلقي العلاج، وهذا وعد وحق نعمل عليه يوميًا بخطوات عملية، وفي حالة إذا رأى المواطن أي تقصير عليه سرعة التواصل معنا على أرقام الطوارئ للمديرية وهي موجودة ومعلقة بكل المستفيات والوحدات الصحية بالمحافظة، فتقديم الخدمة الصحية لأهالينا واجب علينا وشرف نفخر به.