بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

علاقات راسخة بين مصر والمملكة السعودية تعكس شراكة استراتيجية ممتدة

السيسي ومحمد بن سلمان
السيسي ومحمد بن سلمان

أصدر المكتب الإعلامي للسفارة السعودية في القاهرة تقريرًا تناول فيه مسيرة العلاقات السعودية  المصرية، مؤكدًا على ما يجمع البلدين من روابط أخوية، ورؤى مشتركة، وأهداف موحدة , بمناسبة احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الخامس والتسعين.

 

وأوضح التقرير أن التحديات والأزمات التي مرت بها المنطقة أثبتت أن التعاون بين الرياض والقاهرة لم يكن خيارًا عابرًا، وإنما يمثل ركيزة استراتيجية تمليها اعتبارات الأمن القومي للبلدين وللمنطقة بأسرها، حيث أسهم الترابط السياسي والجغرافي والاقتصادي في جعل التنسيق بينهما عنصرًا أساسيًا للحفاظ على الاستقرار وتفادي الانزلاق نحو أزمات وصراعات.

 

وأشار التقرير إلى أن ذكرى اليوم الوطني التي تحل في الثالث والعشرين من سبتمبر كل عام، تعد مناسبة لإبراز قيمة هذه الشراكة التي امتدت لعقود طويلة، وشملت جوانب متعددة من السياسة والأمن إلى الاقتصاد والاستثمار، فضلًا عن التعاون الثقافي والتعليمي، وهو ما يجسد طبيعة العلاقة المتينة بين أكبر دولتين عربيتين.

 

مواقف عملية مشتركة 

 

 كما لفت إلى أن هذه العلاقات صمدت أمام مختلف المنعطفات وأصبحت نموذجًا يحتذى في العلاقات العربية، حيث أثمرت مواقف عملية مشتركة خلال أزمات محورية في المنطقة، عبّرت عن وحدة الصف في مواجهة التحديات والدفاع عن القضايا الاستراتيجية للأمة.

 

 

وأضاف التقرير أن التطورات المتلاحقة على صعيد ملفات الطاقة والأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب زادت من أهمية الدفع بآليات التعاون والتنسيق إلى مستويات أوسع، ليبقى التحالف السعودي المصري بمثابة أحد أعمدة الاستقرار الإقليمي والعربي والإسلامي.

 

وأوضح التقرير أن الخامس عشر من أكتوبر 2024 شهد زيارة مهمة للأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إلى القاهرة، التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتم خلالها التوقيع على محضر تشكيل "مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصري" برئاسة الأمير محمد بن سلمان من الجانب السعودي، والرئيس السيسي من الجانب المصري، ليكون منصة رئيسية لدفع العلاقات إلى آفاق جديدة.

 

شراكة استراتيجية ممتدة

 

واستعرض التقرير زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الرسمية إلى مدينة نيوم يوم الحادي والعشرين من أغسطس الماضي، حيث عقد مباحثات ثنائية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أعقبها اجتماع موسع بين الجانبين.

 

 وأشار إلى أن ولي العهد قاد بنفسه السيارة التي أقلّت الرئيس السيسي بعد مراسم الاستقبال الرسمية. وفي اليوم ذاته، اجتمع الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، بصفته أمين عام مجلس التنسيق الأعلى عن الجانب المصري، مع نظيره السعودي الدكتور محمد بن مزيد التويجري، وذلك في إطار تفعيل محضر تشكيل المجلس الذي جرى توقيعه في أكتوبر 2024.

 

وأكد التقرير على أن مواقف البلدين متقاربة تجاه القضايا الإقليمية، حيث جددا عزمهما على تعزيز التعاون الدفاعي والأمني، بما يشمل مكافحة الإرهاب والتطرف وتمويله، والتصدي لجرائم المخدرات والجريمة المنظمة، وأمن الحدود والأمن السيبراني، عبر تبادل المعلومات وتطوير آليات التنسيق, مشددا على أهمية نشر قيم الاعتدال والتسامح، والتصدي لخطاب الكراهية والتطرف.

 

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أعرب البلدان عن قلقهما إزاء الأوضاع الإنسانية في غزة، وأكدا ضرورة التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار ورفع الحصار وحماية المدنيين، مع رفض أي محاولات لتغيير الوضع القائم في القدس، والتشديد على أهمية التوصل إلى حل الدولتين وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

 

 وجددا مواقفهما الداعمة لوحدة لبنان وأمنه، وحل الأزمة اليمنية عبر المسار السياسي، وحماية أمن البحر الأحمر كممر مائي استراتيجي، إلى جانب الدعوة لوقف إطلاق النار في السودان والحفاظ على وحدة أراضيه، ودعم خارطة الطريق الأممية في ليبيا لتحقيق تسوية سياسية شاملة.

 

وعلى الصعيد الاقتصادي، بيّن التقرير أن الفترة الأخيرة شهدت نشاطًا مكثفًا في مجال التبادل التجاري والاستثمار، حيث وقّع الجانبان عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم. وقد بلغ حجم التبادل التجاري في النصف الأول من عام 2024 أكثر من 11 مليار دولار، بنسبة نمو بلغت 38% مقارنة بالفترة نفسها من 2023، لتصبح المملكة ثاني أكبر شريك تجاري لمصر عالميًا.

 

وشمل التعاون قطاعات الطاقة والنقل والخدمات اللوجستية، والاتصالات، والصناعة، والزراعة، والسياحة، إضافة إلى توقيع اتفاقية لحماية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة بين البلدين.

 

 وأبرز التقرير لقاءات رفيعة المستوى شهدتها الأشهر الماضية، منها لقاء الدكتور مصطفى مدبولي مع وزير الطاقة السعودي، وزيارة وزيرة التخطيط رانيا المشاط إلى المملكة، وتوقيع اتفاقية إنشاء محطة رياح بقدرة 2000 ميجاوات بين مصر وشركة أكوا باور،وإبرام البرلمان المصري لاتفاقية استثمارية ثنائية.

 

وأشار التقرير إلى زيارة وفد اتحاد الغرف السعودية للقاهرة، ومذكرة التفاهم بين وزيري الصحة في البلدين لتعزيز التعاون في مجالات الصحة العامة والتأمين الصحي والصناعة الدوائية.

 

 وذكّر بالاتفاقيات السابقة التي أبرمها مجلس التنسيق السعودي المصري في مجالات الإسكان والبترول والزراعة والتعليم والصحة، والتي تضمنت مشروعات كبرى مثل جامعة الملك سلمان الدولية، ومحطة كهرباء غرب القاهرة، وتجمعات زراعية في سيناء.

 

وأوضح التقرير أن التعاون بين البلدين يمتد ليشمل المجالات الفنية والتراثية والإعلامية، حيث تحرص المملكة على المشاركة في الفعاليات الثقافية المصرية مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب، في الوقت الذي يشارك فيه الفنانون المصريون بفاعلية في المهرجانات والأنشطة السعودية.

 

 وأشار إلى المشاركة البارزة للمملكة في معرض القاهرة للكتاب مطلع العام الجاري، وكذلك الفعاليات المشتركة التي نظمها المكتب الثقافي المصري بالرياض، وزيارة وزير الثقافة السعودي إلى القاهرة في نهاية العام الماضي، التي شهدت لقاء الرئيس السيسي لبحث سبل التعاون الثقافي.

 

اقرأ أيضا 

برلماني: مصر دولة قوية بمؤسساتها.. ولن تغير مواقفها تجاه القضية الفلسطينية (خاص)

 

تم نسخ الرابط