عبد الفتاح النادى يكتب: من الميدان إلى البيان.. كيف رسخت الداخلية ثقة المواطن؟

صقور لا تنام، ولا تعرف الراحة، رجال وزارة الداخلية، يعملون ليلًا نهارًا، يواجهون الجريمة بحزم، في منظومة يقودها اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، الرجل الذي أعاد صياغة مفهوم الأمن ليكون أقرب إلى المواطن وأكثر سرعة في الاستجابة لهمومه وبلاغاته.. ليس فقط على مستوى مواجهة الجريمة، بل أيضًا على مستوى التطوير الملموس الذي شمل كافة أرجاء القطاعات الأمنية.
وبين جنبات الوزارة، يسطع اسم اللواء ناصر محيي الدين، مساعد الوزير للإعلام والعلاقات، الذي يدرك جيدًا أن الأمن لا يقتصر على الشارع وحده، بل يمتد إلى الكلمة والمعلومة، ببياناته السريعة والدقيقة، التي تصدر على مدار اللحظة، يغلق أبواب الشائعات، ويُطفئ جذوة الجدل قبل أن تتسع، فيبقى المواطن مطمئنًا، واثقًا أن المعلومة تأتي من مصدرها بلا تأخير ولا التباس.
وإلى الميادين الكبرى، حيث يبرز دور القيادات الأمنية في المحافظات: اللواء طارق راشد، مدير أمن القاهرة، الذي يقود العاصمة كقائد أوركسترا، يضبط الإيقاع الأمني في مدينة لا تهدأ.
اللواء محمد مجدي شميلة، مدير أمن الجيزة، الذي حمل على عاتقه مسؤولية واحدة من أعقد المحافظات وأكثرها تحديات، فواجهها بيقظة لا تعرف التردد منذ أن تولى المنصب.
اللواء أشرف السيد محمد جاب الله، مدير أمن القليوبية، الذي قرأ خريطة البؤر الإجرامية بدقة، وضربها في مهدها بلا هوادة، يوميًا تتم مداهمات على أعلى مستوى وأقصى درجة من الحرفية في المواجهة وخاصة شبح المخدرات، الذي تواجهه الداخلية بكل قوة.
وفي قلب القاهرة، يبرز اسم العميد محمد نهاد، مأمور قسم حلوان، الذي يترجم مفهوم "القائد الميداني" بكل تفاصيله، حاضر بين ضباطه وجنوده، قريب من أهالي حلوان، يتابع بنفسه الأوضاع لحظة بلحظة، يتدخل بحسم وقت اللزوم، وبحكمة وقت الحاجة. عرف عنه الصرامة في تطبيق القانون مع الجناة، والإنصات باحترام لمشاكل المواطنين، ليصبح نموذجًا متوازنًا يجمع بين الحزم والإنسانية في آن واحد.
وفي قلب هذه المنظومة، يقف اللواء محمد السيد، مدير المباحث بالقليوبية، الذي استحق لقب "صقر القليوبية"، رجل يعرف أن الجريمة لا تنتظر، لذلك لا يهدأ ولا يترك لنفسه راحة حتى يردع الخارجين عن القانون، تحركاته الحاسمة، وقراراته الجريئة، صنعت له مكانة خاصة في وجدان أبناء المحافظة، الذين يرونه رمزًا للأمان ورمزًا للقوة في آن واحد.. اللواء محمد السيد، استطاع دحر البؤر الإجرامية بكل يقظة وإتقان، يتحسس المعلومات الأمنية بدقة، لا شئ يمر أمامه مرور الكرام، كل معلومة سواء صغيرة أو كبيرة، يتتبعها ويسير خلفها بكل مهارة، يعطي التوجيهات لرجاله من ضباط المباحث، ويتابع التنفيذ بنفسه على مدار اليوم، لتحقيق الأمن، حتى عرفه المواطنين بأنفسهم في القليوبية، كضابط شجاع وقائد لايترك للخارجين عن القانون ملميترات لارتكاب جرائهم.
لو انتقلنا إلى الجيزة، نجد الوجه الأكثر إنسانية في هذه اللوحة الأمنية يظهر حين نقترب أكثر من الميدان.. هنا يبرز اسم المقدم هشام فتحي، رئيس مباحث قسم الجيزة، الذي جددت له الثقة أربع مرات متتالية وتم تكريمه من السيد وزير الداخلية، لم تُجدد له لأنه ضابط ناجح فقط، بل لأنه ضابط عادل، إنسان، محبوب، يحبه الشرفاء، ويحترمه حتى المتهمون في آن واحد، رغم ردعه لهم، لأنه لم يظلم أحدًا يومًا.
كنت شاهدًا على موقف له رأيته بعيني لن أنساه: استوقف سائق توك توك، وعثر معه على مخدرات، لم يرفع صوته، لم يهين المتهم، بل سأله بهدوء:"حاجتك ولا مش حاجتك؟".. فأجابه: "حاجتي.".. فقال له المقدم هشام فتحي: "اتفضل اركب."، بكل هدوء واحترام مضى في الإجراءات.
هذا المشهد الصغير يلخص فلسفة هذا الرجل: قوة القانون، وإنسانية الضمير، وفقا لتعليمات الوزير، والأروع أنه لا يكتفي بالمكتب، ولا يكتفي بالتكليفات، بل ينزل بنفسه إلى الشارع، يُقيم الأكمنة بيديه، يطارد الجريمة بخطواته، كأنه واحد من جنوده.. ولهذا أحبه كل أهل الجيزة، لأنه ببساطة واحد منهم، لكنه يحمل شرف مسؤولية أكبر.
هذه نماذج بسيطة من المحافظات الثلاثة، وغيرهم الكثير في باقي المحافظات والقطاعات الامنية من أكبر قيادة إلى أصغر ضابط ومجند، هؤلاء هم صقور الداخلية.. رجال لا ينامون كي ينام الوطن مطمئنًا.. يواجهون الجريمة بصلابة، ويكتبون اسمهم في سجل التاريخ كحماة لهذا البلد، لذلك صدقوا ما عاهدوا الله عليه.