أوضاع السوريين في ليبيا.. حياة جديدة أم مصير مجهول؟

تحولت رحلة 25 شابا سوريا من ليبيا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط إلى مأساة، حيث غرق 21 منهم وعاد أربعة فقط هذه الحادثة الأليمة وجهت الأنظار على وجود جالية سورية كبيرة في ليبيا، إذ تنوعت أسباب وجود السوريين في ليبيا بين الهرب من نظام بشار الأسد، أو الإقامة هناك منذ سنوات طويلة.
ليبيا وطن مؤقت
تشير تقارير منظمات دولية ومحلية إلى أن ليبيا بالنسبة للعديد من السوريين مجرد محطة عبور للوصول إلى أوروبا، وليس وجهة نهائية ولم تكن فاجعة غرق 21 شابا هي الكارثة الأولى حيث أن أعدادا كبيرة من المهاجرين السوريين فقدوا حياتهم في البحر المتوسط، أو تم احتجازهم في السجون الليبية بعد أن ألقى حرس السواحل القبض عليهم.
تتنوع الجالية السورية في ليبيا فمنهم رجال الأعمال والمقاتلين المرتزقة والأسر المقيمة منذ عهد معمر القذافي بالإضافة إلى العمال والباحثين عن الهجرة، فبالرغم من أن كثيرين منهم تكيفوا مع الأوضاع واندمجوا في المجتمع الليبي إلا أنهم لا يزالون يواجهون صعوبات وانتهاكات خاصة العمال والذين انتهت صلاحية أوراقهم الثبوتية، مما يزيد من معاناتهم في بلد يمثل لهم مأوى مؤقت ومحفوف بالمخاطر،وفقا لوكالة رويترز.

يستعد السوريون في مختلف بلدان اللجوء للعودة إلى سوريا، في حين يجد الكثير منهم في ليبيا أنفسهم عالقين بين خيارين صعبين هو الاستمرار في مواجهة ظروف قاسية أو العودة إلى وطنهم بمخاطرها، حيث يعاني السوريون في ليبيا من مشكلات متزايدة أبرزها البطالة، والتعرض للخطف وطلب الفدية من قبل الميليشيات المسلحة بالإضافة إلى حجز جوازات السفر.
يواجه السوريين الذين يرغبون في العودة إلى سوريا من ليبيا عائق إضافي يتمثل في ارتفاع الغرامات المالية المفروضة على مخالفات الإقامة، حيث أنه وفقا للقانون الليبي المعدل في شهر مارس العام الماضي، تبلغ رسوم مخالفة الإقامة 500 دينار ليبي عن كل شهر أي ما يعادل نحو 90 دولارا، فتلك الرسوم تشكل عبئا ماليا كبيرا على الكثير من السوريين، مما يزيد من صعوبة قرار العودة.
أعداد اللاجئين السوريين في ليبيا
وكشفت وكالة رويترز، أنه لا يتوفر إحصاءات رسمية حديثة حول أعداد السوريين المقيمين في ليبيا بسبب انقسام البلاد ولكن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قد أعلنت في عام 2020 أن هناك ما يقارب 14.500 لاجئ وطالب لجوء سوري في ليبيا.

مشكلة جوازات السفر والإقامات
ويواجه السوريون في ليبيا تحديات متزايدة بسبب انتهاء صلاحية وثائقهم الرسمية مثل الإقامات وجوازات السفر وقد أدى ذلك إلى منع نحو 100 تلميذ سوري في مدينة مصراتة من الالتحاق بالمدارس الحكومية بسبب انتهاء جوازات سفر أولياء أمورهم هذه المشكلة تفاقمت بسبب عدم وجود تمثيل دبلوماسي سوري في ليبيا، مما جعل تجديد الجوازات أمرا مستحيلا لآلاف السوريين العالقين.
وفي السياق نفسه، أعلن وزير الخارجية السوري “أسعد الشيباني” في شهر مايو الماضي عن توجيهاته بفتح سفارة وقنصلية في ليبيا، لتقديم الخدمات للسوريين هناك وتعزيز العلاقات الثنائية ولحل كل مشكلاتهم،وبالرغم من ذلك لا يزال الكثير من السوريون يعانون من واقع صعب.
وساهم الانقسام السياسي في ليبيا ووجود حكومتين متنازعتين في تعقيد أزمة السوريين هناك، حيث لا تعترف حكومة عبد الحميد الدبيبة في الغرب بالإجراءات التي تتخذها حكومة أسامة حماد في الشرق، وتلك الأوضاع غير المستقرة تجعل من الصعب على السوريين الحصول على أوراق رسمية، مما يزيد من معاناتهم ويجعلهم عرضة للانتهاكات.
