بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

علي جمعة: وصايا نبوية تغرس مكارم الأخلاق وتفتح دروب الرحمة بين الناس

بلدنا اليوم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن الرسول الكريم ﷺ أوصانا بجملة من الأخلاق الرفيعة التي ينبغي أن يربي الإنسان نفسه عليها، مؤكداً أن هذه الوصايا السبعة تمثل منهج حياة للمؤمن في تعامله مع الناس.

وفي منشور له عبر صفحته الرسمية، استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا يسر الله له طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه».

قيم إنسانية راسخة

وأوضح جمعة أن التخفيف عن الناس ورعاية المحتاجين من أعظم أبواب الرحمة، فمن فرج عن مريض همه، أو أعان مدينًا على سداد دينه، أو قضى حاجة ملهوف، فقد جعل عمله خالصًا لله تعالى، وجنى ثماره في الدنيا قبل الآخرة. 

وأضاف: "لو أن الطبيب تعامل مع مريضه باعتباره إنسانًا مكرمًا عند الله، أو أن الموظف سعى لتيسير أمور المراجعين بروح العون والإخلاص، لكان ذلك عبادة يرضى عنها رب العالمين".

ستر العيوب وحفظ الكرامة

وأشار إلى أن الستر على الناس خُلق نبوي عظيم، فمن كفّ لسانه عن الغيبة والنميمة، وحفظ عرض أخيه المسلم، وجد لذلك حلاوة في قلبه، وكان جزاؤه ستر الله عليه في الدنيا والآخرة.

أما الذين يتخذون من مجالسهم منابر للخوض في أعراض الناس تحت ستار الحرية، فإنهم يقعون في المحظور الشرعي، لأن الحرية الحقيقية كما شدد جمعة هي حرية القول الصادق والنصيحة المخلصة، لا حرية الكذب والافتراء.

عون متبادل ورسالة شاملة

وبين أن قول النبي ﷺ: «الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» خطاب للبشرية كلها، فلم يقيدها بديانة أو انتماء، بل جعلها قاعدة إنسانية عامة، إذ المقصود هو التعاون والتكافل بين بني الإنسان جميعًا.

العمل أساس التقدير

واختتم جمعة حديثه بالتأكيد على أن قيمة الإنسان لا تقاس بنسبه أو مكانته الاجتماعية، بل بما يقدمه من عمل صالح، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه»، داعيًا الجميع إلى تجديد الإيمان والعمل بما أوصى به رسول الله، والبدء بإصلاح النفس ثم الأسرة، ليكون المجتمع كله قائمًا على مكارم الأخلاق.

تم نسخ الرابط