ليلى موسى: الاندماج مع الجيش السوري شأن داخلي.. ونرفض الوصاية التركية

في خضم الضغوط التركية المتزايدة على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للاندماج في الجيش السوري، وما يصاحبها من اتهامات بتهديد وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، أكدت د. ليلى موسى، ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في القاهرة، في حوارها مع "بلدنا اليوم"، أن قسد متمسكة بخيار الحل السياسي والدبلوماسي، ومستعدة لتكون جزءًا من الجيش الوطني السوري، لكنها ترفض أي وصاية خارجية أو محاولات لإلغاء التعددية السورية.
ما خيارات "قسد" في مواجهة الضغوط التركية؟ هل ستقبل الاندماج مع الجيش السوري أم تبحث عن بدائل عبر التحالفات الدولية؟
تؤكد قوات سوريا الديمقراطية أن قضية الاندماج في الجيش السوري تُعدّ شأنًا سوريًا داخليًا بامتياز، ولا يجوز لأي طرف خارجي التدخل فيه أو محاولة فرض وصايته على الشعب السوري.
وفي هذا السياق، نأمل من الجمهورية التركية، كدولة جارة، أن تبني علاقاتها مع سوريا على أساس احترام مبادئ حسن الجوار، بعيدًا عن التدخل في الشؤون الداخلية أو السعي لفرض أجندات سياسية تمسّ سيادة البلاد واستقلال قرارها الوطني.
ومنذ تأسيسها، أعربت قوات سوريا الديمقراطية عن استعدادها لتكون جزءًا من الجيش السوري الوطني، بما يخدم وحدة البلاد واستقرارها.
كما تؤكد القوات التزامها الدائم بالحلول السياسية والدبلوماسية لمعالجة القضايا الخلافية، وتجنّب التصعيد والمواجهة، مع التأكيد على أن الخيار العسكري لا يُرجّح إلا في إطار الدفاع المشروع وحماية المدنيين.
كيف تنظر قواعد "قسد" الداخلية إلى فكرة الاندماج؟ وهل هناك انقسام بين جناح يميل للتفاهم مع دمشق وآخر يتمسك بمشروع الإدارة الذاتية؟
إن مشروع الإدارة الذاتية، في جوهره، قائم على مبادئ الاندماج، والتكامل، والتشاركية، والتعددية، بعيدًا عن الإقصاء والتهميش. ويُعَدّ هذا المشروع السبيل الأمثل للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها، وصون السلم الأهلي والنسيج المجتمعي السوري وهذه النقطة الجوهرية تُشكّل محلّ اتفاق بين مختلف الأطراف. وانطلاقًا من ذلك، فإن موقف قوات سوريا الديمقراطية من عملية الاندماج كان ولا يزال واضحًا ومجمعًا عليه.
ما ترفضه قسد بشكل قاطع هو محاولات الصهر والإلغاء، التي تتناقض مع مبادئ التعددية والاعتراف بالخصوصيات ضمن إطار وطني جامع.
هل يمكن أن يؤثر الموقف التركي على وحدة الصف الكردي داخل "قسد"؟
من المهم التمييز بين قوات سوريا الديمقراطية ومشروع الإدارة الذاتية، من حيث تمثيلهما لكافة مكونات شمال وشرق سوريا, أما القضية الكردية، فلها خصوصيتها، وتحتاج إلى آليات خاصة لمعالجتها، تختلف عن تلك المتعلقة بمشروع الإدارة الذاتية أو بقوات سوريا الديمقراطية.
وفيما يتعلق بوحدة الصف الكردي، فقد تُوِّجت الجهود بعقد الكونفرانس بتاريخ 26 نيسان، الذي شهد إجماعًا على رؤية كردية موحدة بشأن منهجية وآليات حلّ القضية الكردية ضمن إطار الدولة السورية. وقد تم التوافق على أن قرارات هذا المؤتمر مُلزمة لجميع الأطراف المعنية.
هل لدى "قسد" القدرة على الصمود عسكريًا في حال فشلت ترتيبات الاندماج؟ أم أن واقعها الميداني يدفعها للقبول بخيارات محدودة؟
نؤمن بأنه طالما توفرت الرغبة الحقيقية والقناعة المشتركة لدى جميع الأطراف بضرورة الاندماج، فإن أي تناقضات أو تعقيدات، مهما بلغت، يمكن تجاوزها عبر السبل السياسية والدبلوماسية، ومن خلال الحوار والتفاوض.
ورغم تعقيد المشهد، فإن خيار المواجهة العسكرية يبدو مستبعدًا في الوقت الراهن، لغياب الظروف الموضوعية التي قد تفرضه.
أما فيما يتعلق بقوات سوريا الديمقراطية، فموقفها واضح، وهي ماضية بعزم وإصرار في العمل على تجسيد رؤيتها الوطنية، انطلاقًا من إيمانها بأن ما تحمله من مشروع وطني يمكن أن يُشكّل نواة لجيش وطني سوري جامع، يعكس تطلعات السوريين كافة.
ما السيناريو الأقرب لمستقبل "قسد": الاندماج الكامل، التفاهم الجزئي مع دمشق، أم الدخول في مواجهة مفتوحة مع تركيا وحلفائها الروس والايرانيين؟
عندما نتحدث عن الدولة الوطنية السورية، لا بد من وجود حكومة تعددية لامركزية شاملة لكافة مكونات الشعب السوري، بعيدًا عن الإقصاء والتهميش.
وبالتالي، سنكون أمام عملية اندماج جادة وحقيقية
أما بالنسبة للحديث عن المواجهة ومحور أستانا، فقد تغيّرت الموازين والتحالفات في الداخل السوري بعد 8 ديسمبر، مما أدى إلى اختلاف في شكل المواجهة والتحالفات والسياسات.
فعلى سبيل المثال، بعد خروج إيران من سوريا، شهدنا تصعيدًا في الصراع على النفوذ بين تركيا وإسرائيل.