اقتصادي: صندوق النقد لن يؤجل المراجعتين مجددا بسبب التحسن الملموس
انطلق الاجتماع السنوي للبنك الدولي وصندوق النقد أمس الاثنين بمشاركة وفد مصري رفيع المستوى، ومن المقرر أن يجرى تحديد موعد زيارة بعثة الصندوق إلى مصر لإتمام المراجعتين الخامسة والسادسة.
صندوق النقد الدولي آجل المراجعتين لأسباب متعلقة بتسريع برنامج الطروحات الحكومية واستكمال الإصلاحات الهيكيلية للاقتصاد المصري والتي بموجبها ستحصل مصر على نحو 2.4 مليار دولار تقريبا.
باحث اقتصادي.. تأجيل صندوق النقد للشريحيتين لحظة تأمل
يقول محمود جمال الباحث الاقتصادي ومتخصص أسواق المال قال إن تأجيل صندوق النقد الدولي للمراجعتين الخامسة والسادسة يشكل لحظة تأمل في مسار التحولات الهيكلية داخل الاقتصاد المصري، حيث يرتبط الأمر ارتباطاً وثيقاً ببطء الخطى في برنامج بيع الأصول العامة، الذي يُمثل ركيزة أساسية لتوسيع دور القطاع الخاص وتخفيف الضغط على الميزانية العامة.
ويضيف أن قرار دمج المراجعتين الخامسة والسادسة للبرنامج المالي الممدد، وتأجيلهم إلى نهاية العام الحالي، يوفر وقتا إضافية لإنهاء الالتزامات دون اندفاع قد يعرض الاستقرار للخطر.
كما يبرز التأجيل عن حاجة ملحة لإصلاحات أكثر شمولاً تشمل تعزيز مرونة آليات الصرف وتقليص الاستثمارات الحكومية، ليس كتحرك عابر اضطراري، بل كدعوة لصقل الخطط الاستراتيجية التي تضمن تكاملاً أفضل بين الإلحاح اليومي والأهداف الطويلة الأمد، مع الإشادة بالتقدم المحرز في تحقيق التوازن المالي رغم الاضطرابات الخارجية.
لا تأجيل جديد جديد
وعن ما إذا كان من الممكن تأجيل المراجعتين مجددا بحلول ديسمبر، يؤكد جمال أن صندوق النقد لن يؤجل المراجعتين مجددًا بسبب التحسن الملموس في الاقتصاد المصري ومن المتوقع أن تحصل مصر على قيمة الشريحتين في أقرب وقت عقب الاتفاق على موعد زيارة بعثة صندوق النقد الدولي.
ويوضح أن المؤشرات الإيجابية الحالية مثل ارتفاع التصنيف الائتماني لمصر في المؤسسات الدولية وتراجع معدلات التضخم إلى أقل من 15% في الأشهر الأولى من العام تُؤكد مرونة الاقتصاد بالإضافة للتوقعات الخاصة بارتفاع نسبة النمو إلى نحو 4.1% للسنة المالية المقبلة، والأهم الخطوات الملموسة من أجل إعادة ترتيب الإنفاق العام وتحفيز الاستثمارات الأجنبية.
وشدد على أهمية أن يكون التأجيل حافز للانتقال نحو كفاءة إنتاجية أعلى وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي، مما يُعمق الثقة لدى الشركاء الاقتصاديين ويفتح آفاقاً لتعافٍ متوازن.
التباطؤ في برنامج الطروحات خطوة مدروسة
وأشار إلى أن التباطؤ النسبي في برنامج الطروحات الحكومية؛ خطوة مدروسة لضمان أقصى درجات الفعالية والنزاهة وتحقيق عائد مادي مناسب، منبها أن التعديلات على الأهداف للعامين الحالي والماضي، استجابة لديناميكيات السوق المتغيرة والالتزام بمعايير التعاون الدولي، إلى إعادة صياغة قائمة الأصول لتحقيق تغطية أوسع تُدعم التنمية الشاملة.