مدبولي يحذر: أمن مصر المائي غير قابل للتفاوض

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن القيادة السياسية شددت على أن مياه النيل قضية وجودية لا هوادة فيها ولا تهاون، مشيرًا إلى أن التعاون العادل والمنفعة المشتركة هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة لجميع شعوب الحوض.
أسبوع القاهرة الثامن للمياه
جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء، مساء اليوم، في الجلسة الختامية من "أسبوع القاهرة الثامن للمياه" تحت عنوان "حلول مبتكرة للتكيف مع تغير المناخ واستدامة المياه"، المنعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر الجاري.
وأوضح مدبولي أن دول حوض النيل لا تعاني شحًّا في الموارد المائية، إذ يتساقط على الحوض أكثر من 1660 مليار متر مكعب من الأمطار سنويا، بينما لا يصل إلى دولتي المصب مصر والسودان سوى 84 مليار متر مكعب فقط، أي ما يعادل نحو 5٪ من إجمالي الموارد المائية للنهر.
وأضاف أن رغم هذه الوفرة، يواصل طرف بعينه ترديدَ خطاب أحادي، والترويجَ لمفاهيم مغلوطة حول ملكية النهر ومصادر مياهه، في محاولة لتبرير سياسات منفردة في إدارة مورد مشترك، بما يخالف مبادئ القانون الدولي ويفتقر إلى أبسط قواعد الشفافية والتنسيق بين دول الحوض".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الادعاء بوجود "نِسَب مساهمة" في مياه النيل هو طرحٌ يتنافى مع العلم والقانون، موضحًا أن النهر نظام بيئي وهيدرولوجي متكامل تشترك فيه جميع دول الحوض بحقوق وواجبات متوازنة.
مصر تمثل نموذجًا واضحًا للتحديات المائية
وأكد مدبولي أن مصر تمثل نموذجًا واضحًا للتحديات المائية، حيث تواجه منظومةً معقدةً تتّسم بمحدودية الموارد واعتماد يفوق 98% على مياه نهر عابر للحدود، والتزايد السكاني المستمر وانخفاض نصيب الفرد من المياه إلى ما دون حدّ الندرة المائية العالمي.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن تغير المناخ يفرض تحديات إضافية على دلتا النيل والسواحل الشمالية، وما يترتب على ذلك من مخاطر الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر، مؤكدا ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لضمان أمن مائيٍ مستدام قائم على العدالة والكفاءة في الإدارة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن أسبوع القاهرة الثامن للمياه أصبح منصة عالمية تجمع صناع القرار والخبراء والباحثين من أكثر من خمسين دولة من مختلف القارات، ليؤكد مرة أخرى مكانة مصر كمركز إقليمي للحوار حول قضايا المياه والتنمية المستدامة.
اقرأ أيضًا :