خبيرة شؤون الشرق الأوسط: تهديدات ترامب ونتنياهو لحماس قد تضع اتفاق السلام على حافة الانهيار (خاص)

قالت أميرة جاد الله، الخبيرة والمتخصصة في شؤون مصر والشرق الأوسط، إن ترامب ونتنياهو أطلقا تحذيرات حادة لحماس، ملوحين باستئناف القتال إذا لم تلتزم بشروط الاتفاق، وخاصة شرط نزع السلاح. وأوضحت أن ترامب، في تصريحات لـ”سي إن إن”، حذر حماس من أن القوات الإسرائيلية قد تستأنف القتال في غزة بكلمة منه، بالتزامن مع تهديد نتنياهو بفتح “أبواب الجحيم” إذا لم تُنفذ المرحلة الثانية سلميًا.

وأضافت جاد الله في تصريح خاص لـ”بلدنا اليوم”، أن هذه التصريحات تشكل رسالة موحدة، تمثل عدة نقاط، إذ تُعد بمثابة تفويض أمريكي مطلق، يضع قرار استئناف القتال في يد واشنطن، مع وضع شرط وحيد وهو نزع سلاح حماس، وتتنقل لغة الخطاب بين التلميح والتصريح المباشر.

وأوضحت أن هذه التهديدات تأتي في إطار “خطة ترامب للسلام” ذات العشرين نقطة، التي أُعلنت في أكتوبر 2025، والتي تعاني من اختلاف جذري في تفسير مفهوم السلام؛ حيث يرى الجانب الإسرائيلي-الأمريكي أن السلام يعني إخضاع غزة أمنياً عبر نزع سلاح حماس، بينما يعتبر الجانب العربي الفلسطيني أن الاتفاق يمثل مسارًا لإنهاء الحرب والاحتلال والمضي نحو حل الدولتين.

وأشارت جاد الله إلى أن جميع المؤشرات تشير إلى أن هذه التصريحات تمهد لانقلاب على الاتفاق، إذ توفر مبررًا مسبقًا لاستئناف الحرب عبر إلقاء اللوم على حماس، وتقدم شروطًا جديدة لأمور كان قد تم الاتفاق على العمل على حلها من خلال المفاوضات، وتقوّض جهود الوساطة. 

وأضافت أن هذه التصريحات لم تعد مجرد تهديدات تكتيكية، بل أصبحت إعلانًا صريحًا لشروط الاستسلام، بجعل نزع السلاح شرطًا وحيدًا وربطه باستئناف القتال بكلمة واحدة، مما يضع القيادة الأمريكية والإسرائيلية أمام خيارين: استسلام حماس الكامل أو العودة إلى الحرب، وبالتالي يضع اتفاقية السلام على حافة الانهيار الفعلي