بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

في ذكرى ميلاد فريد الأطرش.. أسطورة الطرب التي جمعت بين الحزن والفخامة

 فريد الأطرش
فريد الأطرش

يحل اليوم ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير فريد الأطرش، أحد أهم أعمدة الموسيقى العربية، وصاحب المدرسة التي جمعت بين الشجن والطرب، بين الفخامة والبساطة، وبين النغمة التي تفرح وتبكي في آنٍ واحد.

 

لكن فريد لم يكن مجرد موسيقي بارع أو مطرب محبوب، بل كان حكاية إنسان نزح من وطنه ليصنع وطناً من الأوتار والصوت.


وُلد فريد الأطرش في بلدة القريّا بمحافظة السويداء السورية، وسط عائلة اشتهرت بالنضال ضد الاحتلال الفرنسي، ما اضطر أسرته إلى الهرب إلى مصر. هناك، بدأت رحلة طفل فقد جذوره لكنه تمسّك بالحلم.

في القاهرة، درس الموسيقى، ووجد في العود صديقه الأقرب، حتى صار يُلقب بـ «ملك العود»، لا لأنه أتقنه فحسب، بل لأنه جعل من أوتاره مرآةً لقلبه.


تميّز فريد الأطرش بقدرته على مزج المدرسة الشرقية الكلاسيكية بالإحساس الغربي الرقيق، فكانت ألحانه جسراً بين الطرب الأصيل والتجديد.

قدّم عشرات الأغنيات الخالدة مثل “يا زهرة في خيالي”، “حبيب العمر”، “زمان يا حب”، “قلبي ومفتاحه”، وغيرها من الأعمال التي تجاوزت حدود الزمان والمكان.

كانت موسيقاه تشبهه: أنيقة، حزينة، ومكتملة مثل لوحة لا ينقصها سوى صوت أنفاسه.

 

لم يكن الأطرش مجرد مطرب، بل أحد أبرز نجوم السينما الغنائية في الأربعينيات والخمسينيات.

شارك في أكثر من ثلاثين فيلماً، جمعت بين الأداء التمثيلي والموسيقي، وغالباً ما جسّد شخصية الفنان العاشق أو الحزين، كأن السينما كانت وسيلته لتوثيق سيرة وجدانه.

 

مع سامية جمال، شكّل ثنائياً من أجمل ما أنجبت الشاشة العربية، حيث تمازج الرقص بالعزف، والحب بالفن.


بعيداً عن الأضواء، كان فريد الأطرش إنساناً حساساً، بسيطاً، يُعرف بكرمه ووفائه لأصدقائه.

ورغم ما ناله من مجد، ظلّ يشعر بالوحدة، وكأن الغربة لم تفارقه أبداً. وربما لهذا السبب بقيت موسيقاه تحمل حزناً لا يُشبه أحداً، وكأن كل لحن كان محاولة لاستعادة ما فُقد منه يوماً.


رحل فريد الأطرش عام 1974، لكن صوته وعوده ما زالا يعيشان في ذاكرة عشاق الطرب، لم يكن فنه مجرد متعة سمعية، بل تجربة روحية تلامس القلب قبل الأذن.

 

تم نسخ الرابط