محمود رضا يكتب: «هشام جعفر».. عقل يُدير بالحكمة وقلبٌ ينبض بالإخلاص في مدارس 30 يونيو

في عالم الإدارة، حيث تتعدد الألقاب وتختلف المناصب، يبقى معيار النجاح الحقيقي هو الأثر الذي يتركه القائد في مؤسسته، فليس كل من يجلس على مقعد المسؤولية قادرًا على إحداث الفارق، بل من يملك الرؤية والبصيرة والإيمان العميق بالرسالة التي يؤديها.
ومن هنا، يبرز اسم المستشار هشام جعفر – نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة مدارس 30 يونيو ومدير المكتب الفني، كأحد النماذج القيادية التي استطاعت أن تترجم مفهوم «الرجل المناسب في المكان المناسب» إلى واقع ملموس ونتائج استثنائية.
ومنذ أن تولى المستشار هشام جعفر مسؤولية الإشراف على مجموعة مدارس 30 يونيو، اتخذ من الكفاءة والتطوير والشفافية نهجًا ثابتًا لإدارة هذا الكيان التعليمي الضخم، الذي وُلد من رحم التحدي بعد أن آلت ملكيته للدولة عقب حكم قضائي أنهى سيطرة الجماعة الإرهابية عليه.
لم يكن الطريق ممهدًا، لكن الرجل آمن أن التعليم هو جبهة بناء الوطن الأولى، وأن المدرسة ليست مجرد مبنى، بل مصنع للعقول والضمائر.
وبفضل رؤيته الإدارية الحصينة وحنكته في التسيير، تحولت مدارس 30 يونيو من مؤسسات متعثرة إلى نموذج يحتذى به في الانضباط المالي والإداري وجودة الأداء التربوي، حيث وضع جعفر نظامًا صارمًا لمراقبة الأداء المالي، وطبّق منظومة تكنولوجية حديثة لمتابعة المعلمين والإداريين والطلاب لحظة بلحظة، عبر شبكات ذكية ومنصات تعليمية تفاعلية جعلت التواصل بين أولياء الأمور والمعلمين أكثر شفافية وفاعلية.
ولم يكن هدفه الربح ولا الدعاية، بل أن يجعل من تلك المدارس كيانات تربوية متكاملة يكون الطالب فيها محور العملية التعليمية، والمعلم قدوة، والإدارة نموذجًا في الانضباط والمسؤولية.
ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأت النتائج تظهر بوضوح؛ إذ ارتفعت معدلات الإقبال على المدارس عامًا بعد عام، وزادت نسب النجاح والتفوق، ووصلت المجموعة إلى تحقيق أرباح مالية غير مسبوقة رغم تطبيق الحد الأدنى للأجور لجميع العاملين دون أي عجز أو تراجع.
ويتصف المستشار هشام جعفر بشخصية قوية وقيادة راقية تعرف متى تتخذ القرار ومتى تفسح المجال للفريق، جمع بين الحزم والإنسانية فاستحق احترام الجميع من معلمين وإداريين وطلاب.
ويقول من عملوا معه إنه لا يبحث عن الأضواء، لكنه يصنعها بأفعاله، ولا يرفع الشعارات بل يترجمها إلى إنجازات، فهو من نوع القادة الذين يؤمنون أن الإدارة ليست سلطة بل خدمة ومسؤولية ورسالة.
كما يتمتع بقدرة فريدة على استشراف المستقبل، فكان من أوائل من دعموا التوسع في معامل «ستيم» داخل مدارس المجموعة لتدريب الطلاب على التفكير العلمي والابتكار، ومشاركتهم في مسابقات دولية حققوا فيها مراكز مشرفة فاقت التوقعات.
ووراء الأرقام والقرارات والنجاحات يقف إنسان يتمتع بقدر كبير من التواضع ونكران الذات، لا يتحدث عن إنجازاته بل يتركها تتحدث عنه.
وعرفه العاملون في المجموعة بوفائه بالعهد والوعد وحرصه على دعم كل صاحب فكرة أو اجتهاد، أما طلاب مدارس 30 يونيو فيرونه القدوة التي جسدت لهم أن القيادة ليست بالأمر والنهي بل بالاحتواء والتشجيع والعمل بروح الفريق.
وما حققه المستشار هشام جعفر داخل مجموعة مدارس 30 يونيو لا يُختصر في إدارة ناجحة فحسب، بل في فلسفة قيادة أعادت تعريف معنى المسؤولية داخل المؤسسات التعليمية، فهو نموذج للمسؤول الوطني الذي يعمل في صمت ويتحدث بالإنجاز، ويرى في كل طالب مشروع مستقبل، وفي كل معلم شريكًا في البناء، ولعل مقولة «الرجل المناسب في المكان المناسب» لم تجد تطبيقًا واقعيًا أكثر صدقًا مما وجدته في تجربة هذا الرجل الذي آمن أن التعليم رسالة، وأن من يخدمها لا يعرف المستحيل.