قوات الدعم السريع تقصف الأبيض والفاشر.. ونزوح جماعي في ظل تصاعد العنف بدارفور
استهدفت قوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، بطائرة مسيّرة مناطق مأهولة بالسكان في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان وسط السودان، وذلك بالتزامن مع نزوح مئات العائلات من مدينة الفاشر في شمال دارفور نتيجة تصاعد وتيرة العنف هناك.
وكانت مصادر عسكرية قد أفادت في وقت سابق بأن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياءً سكنية وسط مدينة الفاشر، عاصمة الولاية، ما أدى إلى وقوع خسائر وأضرار جسيمة.
وفي بيان لها، قالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني إن القصف المدفعي سبق هجوماً شنّته قوات الدعم السريع على مواقع الجيش في الفاشر من ثلاثة محاور، مؤكدة أن القوات الحكومية والمساندة لها تمكنت من صدّ الهجوم وإلحاق خسائر فادحة بالمهاجمين في الأرواح والعتاد.
نزوح ومعاناة إنسانية
وفي سياق متصل، أعلنت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور أن مئات الأسر وصلت، أمس الأحد، إلى منطقة طويلة بعد فرارها من الفاشر، في ظل أوضاع إنسانية قاسية ونقص حاد في الغذاء والماء والمأوى.
وقال المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، إن طفلتين توفيتا جوعاً أثناء رحلة النزوح التي استغرقت أياماً عدة وقطعت فيها الأسر نحو ستين كيلومتراً سيراً على الأقدام بين الفاشر وطويلة.
بدورها، أكدت منظمة الهجرة الدولية في بيان صادر اليوم الاثنين، أن ما لا يقل عن 1,510 أشخاص نزحوا من مدينة الفاشر خلال الفترة من 15 إلى 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية واستمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع داخل المدينة ومحيطها.
وأضافت المنظمة أن النازحين توزعوا على مواقع متفرقة في منطقتي الفاشر وطويلة بشمال دارفور، مشيرة إلى أن الوضع الأمني لا يزال متوتراً ومتقلباً، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم.
حصار ومعاناة ممتدة
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل/نيسان 2023، قُتل نحو 20 ألف شخص، فيما تشرد أكثر من 15 مليوناً بين نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية.
وتُعد مدينة الفاشر مركزاً رئيسياً للعمليات الإنسانية في ولايات دارفور الخمس، لكنها تخضع منذ 10 مايو 2024 لحصار تفرضه قوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية على المدنيين المحاصرين داخلها.