لتعزيز الحوار والتسامح بين الشباب
الهيئة القبطية الإنجيلية تختتم مبادرة "مصر تجمعنا" بأسيوط
اختتمت الهيئة القبطية الإنجيلية فعاليات مبادرتها "مصر تجمعنا" بمقر جمعية معًا بأسيوط بهدف تعزيز قيم الحوار وقبول الآخر، وذلك تحت شعار "أنا وأنت.. مش ياأنا يا أنت"، وذلك بمشاركة 70 شابًا وفتاة يمثلون المدارس والمعاهد الأزهرية والجامعات، والذين تفاعلوا مع المبادرة بشكل لافت خلال عبيرهم عن مفاهيم جديدة، وإعلان حرصهم على مواجهة الأفكار النمطية لدى زملائهم.
و شارك في المبادرة كل من، بيت العائلة المصرية، وجامعة الأزهر، ووحدة حقوق الإنسان بالمحافظة، واتحاد الشباب للتنمية، وجمعية معا للتنمية، وتضمنت عدة فعاليات، وهي عرض ومناقشة فيلم "أنا أنثي"، وندوات وتدريبات قدمها الشيخ سيد عبدالعزيز الأمين العام لبيت العائلة بأسيوط، والدكتورة سماح الجاحر أستاذ فقه الأديان بجامعة الأزهر، والدكتور علي صديق مدير وحدة حقوق الإنسان بالمحافظة، وعماد حليم رئيس اتحاد الشباب للتنمية.
و قال الشيخ سيد عبد العزيز الأمين العام لبيت العائلة المصرية بأسيوط، إن أسيوط نموذج متميز للتعايش، والعلاقة بين علماء الدين الإسلامي والمسيحي انتقلت إلى واقع جديد قائم على الإدراك العميق للآخر، وبالتالي رفض التعصب، وغرس مفهوم التسامح الذي تحث عليه مختلف الأديان.
تناولت الدكتورة سماح الجاحر أستاذ فقه الأديان بجامعة الأزهر، كيف أن القوامة تكليف بالرعاية وليست تفويضا بالسيطرة والعنف، ويجب التمييز بين التقاليد الأصيلة والعادات المُعطلة، وناصحة الطالبات بأن اكتساب ثقة الأسرة ودعمها لانطلاقها يأتي بالأسلوب الراقي والإصرار على القيم الإيجابية.
أشار الدكتور علي صديق مدير وحدة حقوق الإنسان بالديوان العام لمحافظة أسيوط، أن الجهل بالحق هو العقبة الكبرى نحو تحقيق المواطنة، وبالتالي فقدان العدالة والمساواة، وفي الوقت ذاته فإن مطالبتنا بالحقوق يجب أن تجمع بين الحكمة والإصرار.
أضاف عماد حليم رئيس اتحاد الشباب، أن الأهم هو أن أترك أثرًا طيبًا في حياة الآخرين مهما كان العدد قليل، وفي الوقت ذاته ضرورة الاتساق بين ما نقوله وما نفعله ففي ذلك أساس بناء المجتمعات، ضاربا الأمثلة ببعض القصص والنماذج الملهمة.
سجلت المبادرة تحولات إيجابية ملموسة في آراء المشاركين، حيث عبرت طالبة بمعهد أزهري عن تغيير مفاهيمها قائلة: "كنت أعتقد أن عمل المرأة حرام، واكتشفت أنه حلال ومش عيب"، بينما قال شاب مشارك: "لو هناك عمل ستقوم به الفتيات وسيقوم به الفتيان، ستحقق الفتيات نجاحًا أكبر".
كما أعلنت إحدى الفتيات الصغيرات بالأزهر بحماس: "أريد أن أصبح وزيرة"، بينما أعرب غالبية المشاركين أنهم غيروا أفكارهم وتصوراتهم في استطلاع المبادرة وتقييمها بختام اليوم.
هذا، وطالبت المباردة في توصياتها الختامية بضرورة تعميم مبادرات مواجهة الأفكار النمطية بمختلف المحافظات، وأهمية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسائل التسامح بشكل استباقي، سواء تضمن ذلك انتاج برمو وفيديو قصير، أو جرافيك وغيره، وأيضًا أهمية ادماج قيم الحوار والتعايش في المناهج التعليمية، وتنمية مفاهيم التربية الإعلامية وقدرة الطلاب على النقد.
