بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

جهود مكثفة لانتشال جثامين المحتجزين من تحت أنقاض غزة وسط دعم مصري واسع

عمليات البحث عن جثامين
عمليات البحث عن جثامين في قطاع غزة

تواصل حركة حماس والفصائل الفلسطينية جهودًا مضنية في البحث عن جثامين المحتجزين الإسرائيليين تحت أنقاض المباني المدمرة في قطاع غزة، وسط ظروف ميدانية بالغة الصعوبة وتعقيدات إنسانية وأمنية متزايدة.

 

وتأتي هذه الجهود في إطار المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ الرامي إلى تثبيت وقف إطلاق النار وبدء عملية إعادة إعمار القطاع المنكوب، بدعم مصري فاعل ومتابعة دولية مكثفة.

 

تحرك مصري لإنقاذ اتفاق الهدنة

 

تتصدر القاهرة الجهود الإقليمية والدولية للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومنع انهياره، عبر قيادة عمليات معقدة تهدف إلى انتشال جثامين المحتجزين الإسرائيليين من تحت الركام الناتج عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة. 

وتواجه هذه العمليات تحديات ميدانية ضخمة، أبرزها العوائق الإسرائيلية المستمرة وصعوبة الوصول إلى مناطق الدمار الشامل.

دعم لوجستي وتقني مصري

 

وأكدت مصادر لقناة القاهرة الإخبارية، أن مصر زوّدت الفرق الميدانية بمعدات هندسية متطورة وأجهزة استشعار للمساعدة في تحديد مواقع الجثامين، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية في القطاع.

 

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية أن فريقًا مصريًا متخصصًا يعمل بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتحديد أماكن الجثامين، مستخدمًا آليات حفر وشاحنات مخصصة للبحث خلف ما يعرف بـ"الخط الأصفر" في غزة.

وتنتشر الفرق المصرية حاليًا في أربع مناطق رئيسية هي النصيرات، الشجاعية، مدينة حمد، ورفح، حيث تم خلال 24 ساعة إدخال 18 آلية هندسية عبر معبر كرم أبو سالم، تضاف إلى ست آليات سابقة، ضمن تنسيق مصري–إسرائيلي لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ.

تحديات ميدانية أمام حماس

من جانبه، قال خليل الحية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، لقناة القاهرة الإخبارية، إن الحركة تواجه "صعوبات هائلة في تحديد أماكن الجثامين"، موضحًا أن "الاحتلال الإسرائيلي غيّر طبيعة الأرض في القطاع بالكامل، وأن بعض من شاركوا في عمليات الدفن قد استشهدوا أو فقدوا مواقع الدفن الأصلية".

ونفت حماس بشدة الادعاءات الإسرائيلية التي تزعم معرفتها بمواقع جميع الجثامين، مؤكدة أن الدمار الواسع غيّر معالم القطاع وجعل الوصول إلى المواقع عملية معقدة وشديدة الخطورة.

وأشارت الحركة إلى أنها سلّمت حتى الآن 17 جثمانًا من أصل 28، في حين تعيق قلة الإمكانيات ونقص المعدات استكمال عمليات الانتشال في بقية المناطق المنكوبة. كما جددت التزامها بإتمام المرحلة الأولى من الاتفاق وتسليم الجثامين المتبقية "لإغلاق الباب أمام ذرائع الاحتلال".

عرقلة إسرائيلية مستمرة

في المقابل، تواصل إسرائيل عرقلة جهود البحث، إذ رفض جيش الاحتلال السماح بدخول آليات هندسية وطواقم الصليب الأحمر وعناصر من كتائب القسام إلى رفح للمشاركة في البحث عن جثمان الجندي الإسرائيلي هدار جولدن، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس، ما أدى إلى تجميد المهمة المقررة.

وفي اليوم الثامن عشر من تنفيذ اتفاق شرم الشيخ، صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته في المناطق الشرقية من غزة ومخيم البريج ورفح، حيث نفذ هدمًا واسعًا لمنازل المدنيين وأطلق نيرانًا كثيفة شرق خان يونس، ما تسبب في أضرار جسيمة بالبنية التحتية واستمرار معاناة السكان.

حصيلة كارثية للحرب

ووفقًا للأرقام الفلسطينية الرسمية، أسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عن استشهاد 68,527 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 170,000 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء. كما قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار نتيجة الدمار الذي طال نحو 90% من البنية التحتية للقطاع.

تم نسخ الرابط