مجلس السيادة السوداني: نمر بمرحلة عصيبة لكنها ليست نهاية الطريق
قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، اليوم الثلاثاء، إن السودان يمرّ بلحظة صعبة في تاريخه، مؤكدًا أنها ليست نهاية الطريق، وداعيًا السودانيين إلى الوحدة والتماسك في مواجهة التحديات التي تمر بها البلاد، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في مدينة الفاشر.
وأوضح عقار، في بيان صدر اليوم، أن تراجع الجيش في معارك الفاشر يستدعي من جميع السودانيين التعامل بمسؤولية ووطنية عالية، مشددًا على أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتفًا واصطفافًا وطنيًا.
وتعهّد نائب رئيس مجلس السيادة ببذل كل الجهود الممكنة من أجل تجاوز المحنة الراهنة والحفاظ على وحدة السودان وأمنه واستقراره.
البرهان يتوعد بمحاسبة المعتدين
من جانبه، توعّد رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، بمحاسبة كل من وصفهم بـ"المجرمين الذين يستهدفون الشعب السوداني"، مؤكدًا أن القوات المسلحة قادرة على هزيمة أعداء الوطن واستعادة الأراضي التي فقدتها.
وقال البرهان، في خطاب متلفز مساء الاثنين، إن قرار قيادة الجيش بمغادرة مدينة الفاشر جاء نتيجة لما تعرّضت له المدينة من "تدمير ممنهج"، مضيفًا أن الجيش "سيقتص لأهل الفاشر من المعتدين"، ومؤكدًا أن القوات المسلحة والشعب السوداني سيتجاوزان هذه المرحلة وسينتصران.
كما شدّد البرهان على التزام الجيش بـ"تطهير البلاد من المرتزقة"، مجددًا العهد للشعب السوداني بأن القوات المسلحة، إلى جانب القوات المشتركة والمساندة، "ستسترد كل شبر من أرض الوطن".
وتأتي تصريحات البرهان عقب سيطرة ميليشيا الدعم السريع، أول أمس الأحد، على مدينة الفاشر، بعد معارك طويلة مع الجيش السوداني، أعقبها انسحاب القوات الحكومية وسط حصار خانق ونقص حاد في المساعدات الإنسانية.
تحذيرات دولية من كارثة إنسانية
وفي السياق ذاته، وصفت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، التقدم الذي أحرزته قوات الدعم السريع في الفاشر بأنه كارثي على المدنيين، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
كما دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إلى توفير ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين في المدينة، معبرًا عن "قلقه العميق" إزاء التقارير التي تفيد بوقوع ضحايا مدنيين ونزوح واسع النطاق نتيجة لتصاعد حدة القتال والقصف العنيف.
وتكتسب مدينة الفاشر أهمية عسكرية وإستراتيجية كبيرة، إذ تعد العاصمة التاريخية لإقليم دارفور وآخر معقل رئيسي للجيش السوداني في الإقليم، فضلًا عن موقعها القريب من شمال السودان، ما يجعلها نقطة انطلاق محورية لأي جهود مستقبلية لاستعادة السيطرة على المناطق الأخرى.