مدبولي يستقبل نظيره اللبناني الدكتور نواف سلام
استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، اليوم السبت 1 نوفمبر 2025، نظيره اللبناني الدكتور نواف سلام، بمطار القاهرة الدولي، على رأس وفد رسمي رفيع المستوى، وذلك للمشاركة في اجتماعات اللجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة.
شهدت مراسم الاستقبال الرسمية عزف السلام الوطني المصري واللبناني، كما تم استعراض حرس الشرف، بحضور المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في مشهد يعكس عمق العلاقات بين البلدين وحرص القاهرة على تعزيز الشراكة العربية.
دعم مصري ثابت للبنان في مواجهة الأزمات
وسارعت القاهرة إلى تقديم المساعدات والإغاثة عقب انفجار مرفأ بيروت عام 2020، كما واصلت جهودها الدبلوماسية لدعم استقرار لبنان ووحدته الوطنية.
وترى مصر أن استقرار لبنان يمثل ركيزة أساسية لاستقرار المشرق العربي، وهو ما يفسر استمرارها في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية، وتشجيع الحوار الوطني، ورفض أي محاولات لجرّ لبنان إلى صراعات إقليمية.
توقيت الزيارة.. رسائل سياسية واقتصادية واضحة
تأتي زيارة نواف سلام إلى القاهرة في توقيت حرج تشهد فيه لبنان تحديات اقتصادية وسياسية معقدة. ومن هنا، تمثل القاهرة نقطة توازن عربية، تسعى إلى فتح قنوات التعاون والتشاور بما يخدم المصالح المشتركة.
من المقرر أن تعقد غدًا جلسة مباحثات ثنائية بين رئيسي الوزراء، يعقبها اجتماع اللجنة العليا المشتركة في دورتها العاشرة، لبحث ملفات التعاون في مجالات الاستثمار، والطاقة، والإسكان، والتعليم، والتجارة.
كما يُتوقّع توقيع عدة مذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون جديدة بين الجانبين، تأكيدًا لحرص البلدين على توسيع آفاق الشراكة.
العلاقات المصرية اللبنانية.. تاريخ من التقارب والتكامل
تعود جذور العلاقات المصرية اللبنانية إلى عقود طويلة من التعاون والتبادل الثقافي والفكري، حيث لعبت بيروت والقاهرة دورًا محوريًا في تشكيل الوعي العربي الحديث.
وعلى الصعيد السياسي، لطالما جمعت بين البلدين رؤية مشتركة تجاه القضايا العربية، تقوم على الحوار والاعتدال ودعم التضامن العربي.
أما على المستوى الاقتصادي، فتشهد العلاقات نموًا مطّردًا في التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، إلى جانب تعاون متزايد في القطاع التعليمي والثقافي والإعلامي.
مصر.. القلب العربي النابض
تعيد هذه الزيارة التأكيد على أن مصر ما زالت قلب العالم العربي النابض، تسعى دائمًا إلى مدّ الجسور بين الأشقاء، وتؤمن بأن قوة العرب في وحدتهم وتعاونهم.
أما لبنان، فيجد في مصر السند الاستراتيجي والسياسي الذي يسانده في مواجهة التحديات، ويشاركه في رؤية تقوم على الاستقرار والتنمية والسلام.