بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خاص| بين الاستقرار وعودة الحرب من جديد.. من سيحكم قطاع غزة؟

قطاع غزة
قطاع غزة

باتت المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب بين حماس وإسرائيل قريبة من الانتهاء، وبدأ الحديث عن ملامح المرحلة الثانية، إذ يتوقع الجميع أن المفاوضات فيها لن تكون هينة، لأنهاء ستحدد شكل السلطة في القطاع والأجهزة التي ستوكل إليها الإدارة ضمن الخطة التي لن تكون حماس جزءً منها وفق اقتراح ترامب، بينما وصفتها الحركة بأنها هراء وعبث. 

 

قيد الإنتظار 

اسم توني بلير - رئيس وزراء المملكة المتحدة سابقًا - الذي اقترحه الرئيس الأمريكي لم يلقى قبولا لدى الفصائل الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية، لذا ترددت العديد من الأسماء خلال الفترة الماضية، من بينها أمجد الشوا الناشط الحقوقي الفلسطيني لإدارة القطاع، إلا أن التقارير أوضحت أن الفصائل الفلسطينية في اجتماعها الأخير بمصر لم تتفق عليه، حيث برز اسم مروان البرغوثي، الذي طالب الرئيس الأمريكي بالإفراج عنه من سجون الاحتلال، إلا أن إسرائيل تتحفظ على وجوده داخل إدارة القطاع وفق تقارير، بينما يرى العديد من الخبراء أن البرغوثي هو الوحيد القادر على توحيد  الصف الفلسطيني للمضي نحو السلام الدائم والاستقرار، وأن الإفراج عنه مسألة وقت، ورغم تعدد الأسماء إلا أن مصير القطاع أصبح قيد انتظار  من يدير دفة الحكم. 

بيومي: الإفراج عن البرغوثي مسألة وقت  

 

السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن الإفراج عن مروان البرغوثي مسألة متوقفة على التوصل لاتفاق في المفاوضات، إذ تحاول إسرائيل ضمان تحرير جميع الرهائن والموتى الإسرائيليين، لأنهم يحرصون جيدا على مراسم الدفن ولا يتركون أجسام موتاهم، وبالتالي مسألة الإفراج عن البرغوثي تفاوضية بحته تتوقف على كفاءة الأطراف، متابعا: نحن أمام فترة طويلة لتحقيق السلام الكامل في القطاع، ولكن هناك معاناة حقيقة لن يتم التخلص منها بسهولة إلا بعد مفاوضات كثيرة. 

 

وأضاف بيومي في تصريح خاص لـ بلدنا اليوم أنه حتى الآن لم يتم الإعلان عن اسم بعينه لإدارة غزة، لكن الفصائل اجتمعت في القاهرة ولديهم فرصة التحدث سويا، والقاهرة قادرة على اقتراح أسماء من المحبين لبلدهم والمعروفين بعدم الانحياز لأي تيار سياسي. 

السفير جمال بيومي: ترامب جاهل ويحقق السلام بشروط إسرائيلية.. وعلامات  استفهام على الشرع| حوار
السفير جمال بيومي - مساعد وزير الخارجية الأسبق 

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هناك أكثر من شيء إيجابي في مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، منها وقف القتال وإدخال المساعدات، وأيضا ورقة موقعة من أي جهة فلسطينية مع إسرائيل، ويتبقي التحدي الحقيقي وهو الفلسطينيين أنفسهم أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية ويختاروا من يمثلهم بجدية، والحل هنا هي كلمة سحرية أسمها الديمقراطية. 

 

واختتم: يجب أن تتوافق كل الفصائل الفلسطينية على من يمثل الفلسطينيين في هذه الفترة الانتقالية، لأن هناك تحدي آخر، وهو أنه لا أحد يصدق أن نتنياهو سوف يوقف الحرب، لأنه لو حدث ذلك سيدخل السجن لأنه متهم على ذمة قضايا، وأيضا الموقف الآن ليس سهلا لأن القتال حتى الآن لم يتوقف بشكل كامل، والفلسطينيين أنفسهم لا يتركون بلدهم وهذا شيئا إيجابيا.

 

مصير حماس بالقطاع 

 

خطة الرئيس الأمريكي تنص على إبعاد حماس من إدارة القطاع وتسليم سلاحها، بيما ترى الحركة أن ما يقال هي مجرد كلمات واهية وليس إلا هراء لن يحدث على أرض الواقع،  الأمر الذي يشير إلى أن المرحلة الثانية من عملية وقف إطلاق النار في غزة لن تكون سهلة، إذ هناك العديد من التحديات التي يعيشها الوسطاء من مصر وقطر وأمريكا، من أجل تذليل هذه العقبات والتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين دون إفشال خطة السلام. 

 

رخا: إسرائيل تحاول عرقلة إعادة إعمار غزة 

 

في هذا الصدد علق السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الأيام الماضية شهدت اجتماع للفصائل الفلسطينية انتهى بمبدأ أن من يحكم هي لجنة فنية من تكنوقراط ليست منتمية إلى أي فصائل، وبالتالي الاختيار سيكون بالتوافق لكن الخلاف الذي حدث أن السلطة الفلسطينية تريد أحد وزراءها يتولى قيادة المجموعة، ولكن من حيث المبدأ هناك توافق على لجنة الإسناد التي اقترحتها مصر سواء من الأطراف أو الوسطاء. 

السفير رخا أحمد حسن: العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن مستمرة
السفير رخا أحمد حسن - مساعد وزير الخارجية الأسبق 

وأضاف رخا في تصريح خاص لـ بلدنا اليوم، أن إسرائيل تعرقل المفاوضات لعدم المضي نحو المرحلة الثانية، ويجدون الأسباب الواهية حتى يقولون عدم استكمال المفاوضات إلا بتسلم جميع الجثامين، وكل هذه أسباب واضحة لتعطيل مؤتمر إعادة إعمار غزة، لكن في جميع الأحوال عاجلًا أما أجلا اللجنة ستكون في المرحلة الثانية وهذه سيصدر بها قرار من مجلس الأمن، وبالتالي الشخص هذا سيحدد فيما بعد بالتوافق. 

 

وأشار رخا أن إسرائيل وأمريكا يحاولون بكل قوة إقصاء حماس من المشهد لأنهم يرونها تنظيم عقائدي، ويعتقدون أنه مهما حدث سوف تستمر حماس في الكفاح ضد إسرائيل، طالما هناك احتلال ومتوغلة في الضفة الغربية وغزة، وبالتالي تحاول إسرائيل وأمريكا إبعاد حماس لو على الأقل عسكريا، ولربما تتحول فيما بعد إلى حزب سياسي وتخوض الانتخابات وهذا هو التوجه بعد الوقف النهائي للحرب. 

 

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن حكومة نتنياهو لا تريد وقف القتال وتحاول بكل الطرق وقف عملية إعادة الإعمار لتهجير الفلسطينيين، لكن لا بد أن يحسم مصير قطاع غزة ويحقق فيه السلام، لأنه إذا لم يحدث ذلك ستكون هذه ضربة قوية لأمريكا ومصداقية ترامب، ولكن هذا سيكون على فترة طويلة.

تم نسخ الرابط