سفيرا السودان في السعودية ومصر يتوعدان بطرد ميليشيا الدعم السريع من الفاشر
أكد سفيرا السودان لدى مصر و السعودية أن القوات المسلحة السودانية "عازمة على طرد ميليشيا الدعم السريع" من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، متهمين تلك القوات بارتكاب "انتهاكات مروعة" بحق المدنيين في المدينة.
وقال سفير السودان في السعودية، دفع الله الحاج علي، خلال مؤتمر صحفي عقده بالرياض أمس الأحد، إن الجيش السوداني "سيستعيد الأمن والاستقرار في البلاد، وسيطرد ميليشيا الدعم السريع من الفاشر وجميع أنحاء السودان".
وأضاف أن "ميليشيا الدعم السريع تمارس أعمال قتل واعتقال واغتصاب وتعذيب بحق المدنيين في الفاشر ومناطق أخرى"، مشيرًا إلى أن "المجازر التي ارتكبتها هذه القوات، ومنها ما سُمي بمجزرة المستشفى السعودي في الفاشر التي راح ضحيتها أكثر من 400 مريض مدني، يجب ألا تمر دون محاسبة دولية".
ومن القاهرة، قال سفير السودان في مصر عماد الدين عدوي خلال مؤتمر صحفي مماثل إن "مليشيا الدعم السريع أعدمت نحو 2700 شخص حتى يوم 28 أكتوبرالماضي"، عقب التطورات الأخيرة في مدينة الفاشر.
ودعا عدوي إلى "تحرك عاجل لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية"، مطالبًا بإنشاء ممرات آمنة وفرض "إجراءات صارمة وفورية على الجهة المعتدية ومموليها"، إلى جانب فرض حظر تسليح شامل على ميليشيا الدعم السريع لمنع وصول أي دعم عسكري أو مالي إليها.
وتعيش الفاشر أوضاعًا إنسانية متدهورة منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة أواخر أكتوبر الماضي، وسط تقارير تتحدث عن عمليات قتل واغتصاب ونزوح جماعي.
وبهذه السيطرة، أصبحت ميليشيا الدعم السريع تهيمن على عواصم ولايات دارفور الخمس غربي السودان، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على غالبية الولايات الثلاث عشرة الأخرى في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ووفقًا للأمم المتحدة، يفر آلاف المدنيين من الفاشر سيرًا على الأقدام نحو بلدة طويلة الواقعة على بعد 60 كيلومترًا، عبر ما يُعرف بـ"طريق الموت"، حيث يواجهون الجوع والعطش والانتهاكات أثناء محاولاتهم الفرار.
كما أفادت شبكة أطباء السودان أمس الأحد بأن ميليشيا الدعم السريع لا تزال تحتجز آلاف المدنيين داخل الفاشر وتمنعهم من المغادرة، مشيرةً إلى أنها صادرت وسائل النقل المخصصة لإجلاء النازحين وأعادت بعض الفارين إلى داخل المدينة، بينهم جرحى ومصابون بسوء التغذية.