مقابل شقة بالسويس.. براءة متهمي «صفعة مسن السويس» من البلطجة.. والمحكمة تثبت التصالح
أصدرت محكمة جنح الجناين بمحافظة السويس، اليوم الأربعاء، حكمها النهائي في القضية التي باتت تعرف إعلاميًا بـ«مسن السويس»، والتي شغلت الرأي العام المصري لأسابيع بعد انتشار فيديو صادم يوثق صفع رجل مسن على وجهه أمام ابنته.
وقضت المحكمة ببراءة المتهمين الشقيقين من تهمة «البلطجة»، مع الإبقاء على إثبات التصالح الرسمي في واقعة الضرب، في قرار يعكس تأثير الصلح العرفي على مسار القضية.
خلفية الواقعة
تعود تفاصيل الحادث إلى شهر أكتوبر الماضي، عندما انتشر مقطع فيديو قصير عبر منصات التواصل الاجتماعي يظهر لحظة اعتداء أحد الأشخاص على رجل مسن يدعى «غريب. م» (64 عامًا) بصفعة قوية على وجهه أمام ابنته مباشرة.
أثار الفيديو موجة واسعة من الاستياء والتعاطف الشعبي، وسرعان ما تحول إلى قضية رأي عام، مع مطالبات فورية بمحاسبة الجناة، وتبين من خلال التحريات أن المتهمين هما شقيقان يملكان العقار السكني الذي يقيم فيه المسن وأسرته، مما أضفى على الواقعة بعداً إضافياً يتعلق بنزاعات الإيجار والملكية.
باشرت النيابة العامة بالسويس التحقيقات فور ضبط المتهمين، ووجهت لهما تهمًا جنائية ثقيلة تشمل «البلطجة، واستعراض القوة، والتعدي بالضرب»، وأمرت النيابة بحبسهما احتياطيًا على ذمة التحقيقات، قبل إحالة القضية إلى محكمة جنح الجناين للنظر فيها.
وخلال جلسات المحاكمة، تم عرض الفيديو كدليل أساسي، إلى جانب شهادات الشهود وتقارير الطب الشرعي التي أكدت وقوع الضرب دون إصابات بالغة.
وفي تطور دراماتيكي خلال الأيام القليلة الماضية، شهدت محافظة السويس جلسة صلح ودية جمعت أسرتي المجني عليه والمتهمين، بحضور كبار العائلات والوجهاء المحليين.
انتهت الجلسة إلى اتفاق شامل يقضي بتنازل المسن «غريب. م» عن كافة الاتهامات الموجهة للمتهمين، مقابل توفير شقة سكنية تمليك بديلة لأسرته عوضًا عن الوحدة السكنية السابقة التي كانت محل النزاع.
وتم توثيق الصلح رسميًا بمحضر موقع من الطرفين، مع توكيل محامي لتقديم التنازل أمام المحكمة، واعتمدت المحكمة وثائق الصلح كأساس للحكم ببراءة المتهمين من تهمة البلطجة، مع الإشارة الصريحة إلى إثبات التصالح في واقعة الضرب، مما يعني إغلاق القضية نهائيًا دون عقوبات جنائية.