خالد العناني يدعو لمنظمة موحدة تركز على الإنسانية والمستقبل
أكد الدكتور خالد العناني، المدير العام الجديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أن العالم المعاصر يتطلب يونسكو قوية ومتماسكة، قادرة على النظر إلى الأفق المستقبلي بدلاً من الانسحاب إلى الذات، ومفضلة التوافق على الخلافات، مع وضع الإنسانية في قلب مهمتها الأساسية.
وتعهد العناني، الذي كان يمثل وزير السياحة والآثار المصري السابق، بخدمة البشرية بكل تنوعها الثقافي والحضاري، وبناء "يونسكو للجميع" تشمل الجميع دون استثناء، جاءت هذه التصريحات عقب عملية انتخاب رسمية شهدتها الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو، المنعقدة في مدينة سمرقند التاريخية بأوزبكستان.
وكان المؤتمر اعتمد، بأغلبية ساحقة، تعيين الدكتور خالد العناني مديراً عاماً للمنظمة، بعد حصوله على تأييد واسع بلغ 172 صوتاً من إجمالي 174 صوتاً مشاركاً، وكان التصويت يمثل أعلى درجات الإجماع في تاريخ المنظمة الحديث، مما يعكس الثقة الدولية الكبيرة في قدرات العناني وخبرته الواسعة في مجالات التراث الثقافي والسياحة.
بهذه الخطوة يصبح الدكتور العناني المدير العام الثاني عشر في تاريخ اليونسكو منذ تأسيسها عام 1945، والأول على الإطلاق من العالم العربي، والثاني من القارة الأفريقية بعد السنغالي أمادو ماختار مبو الذي شغل المنصب في السبعينيات.
وفي رد فعل فوري، هنأ المكتب الإقليمي لليونسكو في القاهرة الذي يغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، العناني على توليه هذا المنصب الرفيع، مشيداً بدوره في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
أعرب العناني، في كلمته أمام المؤتمر، عن عميق امتنانه لجميع الدول الأعضاء والشركاء الدوليين على الثقة التي منحوه إياها، مشدداً على التزام مصر الراسخ بالمنظمة كأحد الأعضاء المؤسسين لها منذ أكثر من 80 عاماً.
وأكد أن مصر، بتاريخها الحضاري العريق، ستظل داعماً أساسياً لأهداف اليونسكو في حفظ التراث العالمي، تعزيز التعليم، ودعم العلوم والثقافة كأدوات للسلام والتنمية المستدامة.
يأتي تعيين العناني في سياق تحديات عالمية متزايدة، مثل تغير المناخ، والنزاعات الثقافية، والتحولات الرقمية، حيث يتوقع أن يركز على تعزيز الشراكات بين الدول النامية والمتقدمة، وتعزيز دور اليونسكو في مواجهة هذه التحديات.