بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

منصة ترامب تشتعل بعد فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك

ترامب وزهران ممداني
ترامب وزهران ممداني في مواجهة سياسية بنيويورك

في مشهد سياسي غير مسبوق، شهدت مدينة نيويورك انتخاب زهران ممداني كأول عمدة اشتراكي ديمقراطي في تاريخها الحديث.


لكن هذا الفوز التاريخي لم يمر بهدوء، إذ اشتعلت منصة دونالد ترامب بتصريحات نارية فور إعلان النتائج، ليبدأ فصل جديد من الصراع بين الرئيس الحالي، الذي يسعى لاستعادة نفوذه، وعمدة تقدمي يُمثل تيارًا اجتماعيًا جديدًا داخل الحزب الديمقراطي.

 

تهديدات ترامب تسبق الاقتراع

 

قبل ساعات من بدء التصويت، استخدم ترامب منصته "تروث سوشيال" ليطلق تحذيرًا واضحًا: "إذا فاز المرشح الشيوعي زهران ممداني، فلن أسمح بتبديد أموال الفيدرالية على مدينة فاشلة!"

 

بهذه الكلمات، فتح ترامب النار على ممداني قبل أن تبدأ عملية التصويت رسميًا، محاولًا التأثير على الناخبين وتحويل الانتخابات المحلية إلى ساحة مواجهة وطنية.

 

ووصف ترامب منافسه بأنه "عديم الخبرة" و"رمز للفشل الاقتصادي"، مؤكدًا دعمه للمرشح المستقل أندرو كومو الذي تبنى خطابًا أكثر اعتدالًا.

 

 ممداني يتحدى التوقعات

 

رغم حملة الترهيب التي قادها ترامب، خرجت نتائج صناديق الاقتراع لتمنح زهران ممداني فوزًا تاريخيًا، جعله أول عمدة تقدمي يتولى قيادة نيويورك في تاريخها.


هذا الفوز لم يكن مجرد حدث محلي، بل تحول إلى نقطة اشتعال سياسية امتدت إلى واشنطن نفسها، حيث بدأ ترامب هجومه الحاد ضد إدارة المدينة الجديدة.

 

وبينما احتفل أنصار ممداني بما وصفوه بـ"انتصار العدالة الاجتماعية"، كان البيت الأبيض ومؤيدو ترامب يرون فيه تهديدًا مباشرًا للنظام الاقتصادي والسياسي الأمريكي القائم.

 

أجندة ممداني تحت المجهر الفيدرالي

 

يركز برنامج العمدة زهران ممداني على تعزيز الإسكان العام، وتوسيع الخدمات الاجتماعية، وتحسين القدرة على تحمل تكاليف المعيشة في مدينة تعاني من فجوة طبقية متزايدة.


لكن هذه الأجندة التقدمية وضعت نيويورك في مرمى نيران ترامب الذي وصف سياساته بأنها "خطة اشتراكية لتدمير روح ريادة الأعمال الأمريكية".

 

ويعتقد مراقبون أن ترامب يسعى لاستغلال صعود ممداني لتغذية سرديته الانتخابية لعام 2026، التي ترتكز على مهاجمة التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي.

 هل يكرر ترامب سيناريوهات الماضي؟

 

ليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب سلطاته الفيدرالية أو نفوذه الإعلامي للضغط على خصومه، فقد سبق أن وجّه انتقادات مماثلة لعمد ديمقراطيين في ولايات مثل إلينوي وكاليفورنيا، بل وهدد بقطع التمويل عن مدن اعتبرها “معاقل للفوضى الليبرالية”.

 

ومع فوز ممداني في نيويورك، يخشى البعض من عودة تلك المواجهات بين الحكومة الفيدرالية والمدن التقدمية، خاصة مع ازدياد الحديث عن ترشح ترامب مجددًا للرئاسة.

 

نيويورك بين المطرقة والسندان

 

اليوم، تقف مدينة نيويورك أمام اختبار صعب:
بين رؤية ممداني التقدمية التي تسعى لإصلاح جذري في قضايا السكن والرعاية الاجتماعية، وبين تهديدات ترامب باستخدام نفوذه السياسي والإعلامي لتقويض هذه السياسات.

 

ويرى محللون أن هذه المواجهة ستكون من أبرز ملامح المشهد الأمريكي في العامين المقبلين، حيث تتقاطع فيها الأيديولوجيا بالانتخابات، والسياسات المحلية بالاستراتيجيات الفيدرالية.

 

صراع ترامب وممداني يتجاوز حدود نيويورك

 

في النهاية، يبدو أن صراع ترامب ضد زهران ممداني لم يعد مجرد خلاف حول تمويل أو سياسات محلية.


بل أصبح رمزًا لصدام فكري واسع بين اتجاهين متناقضين في السياسة الأمريكية:
الأول يسعى للحفاظ على النموذج الرأسمالي التقليدي، والثاني يدعو إلى عدالة اجتماعية واقتصادية أعمق.

 

ومع تصاعد حدة الخطاب من الجانبين، قد تتحول نيويورك إلى نقطة اختبار رئيسية لمستقبل العلاقة بين التقدمية والمحافظة في الولايات المتحدة.

تم نسخ الرابط