ترامب يلوّح بوقف التمويل الفيدرالي.. ويهدد أجندة زهران ممداني بنيويورك
في ظل تصاعد التوتر السياسي بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والقيادات التقدمية في نيويورك، تلوح في الأفق أزمة جديدة قد تهدد استقرار المدينة المالي، إذ يلوّح ترامب باستخدام التمويل الفيدرالي كورقة ضغط ضد العمدة زهران ممداني، المعروف بدفاعه عن الإسكان بأسعار معقولة ودعم الخدمات الاجتماعية للفئات محدودة الدخل.
التمويل الفيدرالي في قلب المواجهة
تعتمد مدينة نيويورك بشكل كبير على التمويل الفيدرالي الذي يبلغ 7.4 مليار دولار سنويًا، أي ما يعادل 6.4% من ميزانيتها العامة.
وتستفيد إدارات رئيسية من هذه الأموال؛ إذ تحصل إدارة التعليم على أكثر من 2 مليار دولار، بينما تتلقى وزارة الخدمات الاجتماعية نحو 1.5 مليار دولار، أي 13.3% من ميزانيتها.
أما إدارة خدمات الأطفال فتعتمد بنسبة 39% على الدعم الفيدرالي، في حين تغطي وزارة الحفاظ على الإسكان والتنمية نحو 50% من ميزانيتها من خلال منح واشنطن، وهي الجهة المسؤولة عن تطوير مشاريع الإسكان الميسّر في مدينة تعاني أزمة سكن مزمنة.
حدود السلطة الفيدرالية
ورغم أن سلطة تحديد الميزانية الفيدرالية تعود إلى الكونجرس، يرى محللون أن ترامب قد يستخدم نفوذه التنفيذي لتعطيل المنح والعقود الفردية المخصصة للوكالات المحلية، ما قد يعرقل تنفيذ مشاريع ممداني في مجالات الإسكان والبنية التحتية.
ويقول الخبير الاقتصادي دوجلاس هولتز إيكين، الرئيس السابق لمكتب الميزانية في الكونجرس: “يمكنهم ببساطة فسخ العقد والقول: قاضونا. هل تريد المال؟ تعال واحصل عليه.”
ويضيف: “قد يكون هذا خارج حدود ما كان مقبولًا في الماضي، لكن يبدو أنه لم تعد هناك حدود الآن.”
تهديد سياسي لا قانوني
في المقابل، رفض زهران ممداني تحذيرات ترامب، معتبراً أنها “تهديد سياسي أكثر منه قانوني”، مؤكدة أن تصريحات الرئيس لا تملك قوة التنفيذ ما لم يصادق عليها الكونجرس.
وقالت ممداني: “كثيرًا ما نتعامل مع ما يخرج من فم دونالد ترامب كما لو كان قانونًا بالفعل، فقط لأنه هو من يقوله.”
المشهد القادم في نيويورك
مع تصاعد التوترات بين البيت الأبيض وقيادات التيار التقدمي، يبدو أن التمويل الفيدرالي قد يتحول إلى أداة ضغط مركزية في الصراع السياسي المقبل.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل سينجح ترامب في استخدام المال الفيدرالي في تقويض أجندة ممداني؟ أم أن نيويورك ستصمد في وجه العاصفة السياسية القادمة؟
