بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

الفاشر تحت النار: آلاف القتلى وهدنة إنسانية بوساطة عربية ودولية

الفاشر تحت الحصار:
الفاشر تحت الحصار: أسبوع دامٍ من القتل والدمار

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واحدة من أكثر المآسي الإنسانية، قسوة، منذ اندلاع الحرب السودانية، في أبريل 2023. 

وذلك بعد أسبوع من الاقتتال الدامي، الذي حصد أرواح آلاف المدنيين، أعلنت قوات الدعم السريع مساء اليوم، الخميس، موافقتها على هدنة إنسانية مؤقتة، بوساطة عربية ودولية، في محاولة لفتح ممرات آمنة لإغاثة المدنيين المحاصرين وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة.


الفاشر تحت الحصار: أسبوع دامٍ من القتل والدمار

تقارير ميدانية وحقوقية تؤكد مقتل أكثر من 2000 مدني خلال أسبوع واحد نتيجة القصف العشوائي والاشتباكات المسلحة داخل المدينة.

اقتحمت قوات الدعم السريع مستشفى التوليد في الفاشر، ما أدى إلى مقتل نحو 460 شخصًا من المرضى والأطباء والعاملين الصحيين.

كما وصف شاهد عيان، من مخيم نازحين، المشهد بأنه “جحيم يفوق الخيال”، مؤكّدًا أن المئات فرّوا بين الجثث وبرك الدماء.

تحذيرات دولية من انهيار إنساني شامل

حذّرت الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في دارفور مع استمرار الحصار على الفاشر، ما يهدد حياة عشرات الآلاف.

أكدت منظمات الإغاثة الدولية نزوح أكثر من 36 ألف شخص من شمال كردفان ودارفور خلال أيام قليلة، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.

فيما وصفت الأمم المتحدة الوضع، بأنه "انهيار شبه كامل للنظام الإنساني" في الإقليم.

 هدنة إنسانية بوساطة عربية ودولية

وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على هدنة إنسانية مؤقتة في السودان، تتيح إيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى المناطق المحاصرة.

جاءت الخطوة، بوساطة عربية ودولية مشتركة شملت مصر، السعودية، والإمارات بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

رجّحت مصادر دبلوماسية، أن تبدأ الهدنة خلال الأيام المقبلة، إذا وافق الجيش السوداني رسميًا على بنودها.

مصر: موقف ثابت ودعم إنساني متواصل

استقبلت مصر منذ اندلاع الحرب مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين، وقدّمت لهم خدمات صحية وتعليمية وإنسانية دون تمييز.

جدّدت القاهرة دعوتها إلى وقف إطلاق النار الشامل والحفاظ على وحدة الأراضي السودانية.

تعمل وزارة التضامن الاجتماعي المصرية بالتنسيق مع المنظمات الأممية على توسيع نطاق المساعدات الإنسانية الوافدة من الحدود الجنوبية.

 خلفية الصراع في السودان

اندلع الصراع في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

الخلافات حول دمج القوات شبه العسكرية في الجيش النظامي أشعلت حربًا شاملة امتدت إلى العاصمة الخرطوم وأقاليم دارفور وكردفان.

أعادت الحرب فتح جراح دارفور التي شهدت نزاعات دامية في مطلع الألفية، وسط اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

أسئلة يطرحها السودانيون الآن ؟

1. متى تبدأ الهدنة الإنسانية في السودان؟
حتى الآن لم يعلن عن موعد محدد، لكن مصادر دبلوماسية تشير إلى إمكانية بدء التنفيذ خلال أيام بعد موافقة الجيش السوداني.

2. هل تشمل الهدنة مدينة الفاشر بالكامل؟
بحسب تصريحات قوات الدعم السريع، تشمل الهدنة جميع مناطق شمال دارفور، مع ضمان ممرات آمنة للإغاثة.

3. ما موقف الأمم المتحدة من هذه الهدنة؟
رحبت الأمم المتحدة بالخطوة واعتبرتها “فرصة أخيرة لتجنب كارثة إنسانية في دارفور”.

 

الخاتمة

بينما تسود حالة من الترقب الحذر في السودان، تبقى الفاشر رمزًا للألم والصمود، في وجه واحدة من أعنف المآسي الإنسانية المعاصرة. 

 

ومع إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على هدنة إنسانية بوساطة عربية ودولية، يعلّق ملايين السودانيين آمالهم على أن تكون هذه الهدنة بداية طريق طويل نحو السلام.

تم نسخ الرابط