نهاية القمار الإلكتروني.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة
وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلًا: القمار محرم بالكتاب والسنة والإجماع، وقد حرم الله تعالى القمار لما يترتب عليه من مفاسد ومضار بالفرد والمجتمع، قال الله تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " صدق الله العظيم. ☐ يعد القمار من الأمراض السرطانية التي تنخر في جسد البشرية على مدار الزمان ، يوسوس الشيطان للمقامرين بالكسب السهل السريع، وهم جميعًا في خسران مبين، ومن قبلهم الدول التي تدفع نتيجة ذلك من دمار اقتصادي وصحي ومجتمعي، وانتشار للرذيلة والجريمة في المجتمع . ☐ منتصر يتجاوز مأساته.. قصة شاب خسر 3 ملايين جنيه بسبب القمار الإلكتروني ووقفة «أهل الخير» أعادته لقريته بعد هروب 7 أعوام ، حيث كشف الشاب الأسواني منتصر محمد مأساته مع المقامرة عبر الألعاب الإلكترونية، فبعدما كان يعيش حياة هادئة، انجرف شيئًا فشيئًا وراء المراهنات، والتي بدأت معه كنوع من التسلية، قبل أن تتطور إلى إدمان. ☐ في البداية، كان «منتصر» يدخل مواقع وتطبيقات المراهنات عبر الإنترنت بدافع الفضول، ومع الوقت تحولت إلى عادة يومية استنزفت ماله وجهده، حتى فقد كل ما يملكه، وتراكمت عليه الديون بعد أن خسر أكثر من ثلاثة ملايين جنيه في مغامرات ومقامرات وهمية. ☐ ومع تراكم الخسائر وازدياد الديون، وجد «منتصر» نفسه محاصرًا بالمطالبات المالية من الدائنين، فعجز عن السداد واضطر إلى مغادرة قريته هاربًا من الملاحقات، ليبدأ رحلة قاسية من التشرد والجوع بصحبة زوجته وأطفاله. ☐ سنوات من الضياع عاشها منتصر، فقد فيها الثقة بنفسه وبالناس، بعدما انقلبت حياته وتبدلت أحلامه إلى كوابيس، لا يفكر إلا في كيفية النجاة من الغرق في الديون والملاحقات. ☐ لكن ما لم يكن يتوقعه حدث فجأة، فقد ظهر في لقاء مصور مع البلوجر كريم السيد، الذي نشر الحوار عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، ليحكي فيه منتصر قصته بصراحة، متحدثًا عن تفاصيل ما مرّ به وكيف خسر كل شيء بسبب القمار الإلكتروني، محذرًا الشباب من الوقوع في نفس الطريق. ☐ وخلال ساعات قليلة من نشر الفيديو، تحولت قصته إلى حديث الناس، وتفاعل معها الآلاف من المتابعين، بينهم أبناء قريته الذين تأثروا بما رواه، فقرروا التدخل لمساعدته. ☐ بدأت الدعوات تنتشر بين الأهالي لعقد جلسة عرفية تجمع بين الدائنين وأهل الخير من قرية منتصر، وبالفعل تم اللقاء في أجواء يسودها الود والرغبة في الصلح. ☐ وكانت المفاجأة أن معظم الدائنين أعلنوا التنازل عن مستحقاتهم المالية تضامنًا مع حالته، رغبة في منحه فرصة جديدة للحياة بعد أن فقد كل شيء، وهو ما وثقه كذلك البلوجر كريم سعيد. ☐ هذا الموقف أعاد الأمل إلى قلب منتصر، ثم عاد إلى قريته وسط استقبال كبير من الأهالي الذين فتحوا له صفحة جديدة، مؤكدين أن الجميع يستحق فرصة ثانية. ☐ ولاقت قصة منتصر تفاعلًا واسعًا بعد عودته إلى قريته واستقبال الأهالي له بحفاوة كبيرة، حيث امتلأت مواقع التواصل بالتعليقات التي عبّرت عن إعجاب الناس بموقف أهل أسوان وتضامنهم الإنساني. ☐ جاءت بعض التعليقات قائلة: «شعب أسوان جميل وعايش على فطرته النضيفة»، و«أهل الصعيد كله خير وبركة ورجولة»، و«أسوان مصنع للرجال بجد». ☐ فيما كتب آخرون: «الأثر الجيد للسوشيال ميديا»، و«ياريت نقتنع ونفهم إن الإدمان مش مقتصر على المخدرات»، و«محتوى هادف جدًا، كتروا من الأمثلة دي عشان توعّوا الشباب». ☐ "الميسر هو القمار والمراهنة بالأموال، ومن معانيه السهولة؛ لأن الرجل يأخذ مال غيره بيسر وسهولة من غير كدّ ولا تعبٍ، وهو محرّم شرعًا إلا ما استثناه الشارع وأجازه لدوافعَ مشروعةٍ؛ كالتَّسابق بالخيل والإبل، والرّمى، وبالأقدام، وفى العلوم... ولا مانع شرعًا من المراهنة فى مجال الرياضة إذا كانت مما استثناه الشارع وأجازه، وكانت الجائزة مقررة من ولى الأمر، أو كانت من أحد المتسابِقَين دون الآخر، أو كانت من كِلَا المتسابِقَين ودخل بينهما ثالث، فإن كانت الجائزة من كلٍّ من المتسابقين فهو من القمار المحرم". ☐ وأفادت دار الإفتاء بأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]. ☐ وفى بيان معنى الميْسِر قال فقهاء اللغة: أن اشتقاقَ لفظِ الميسر من اليُسر بمعنى السهولة؛ لأنّه أخذ الرجل مال غيره بيسر وسهولة من غير كدّ ولا تعبٍ وهو من اليسَار وهو الغنى؛ لأنه سببٌ للرّبح، وقالوا: أن كلّ شيء فيه قمار فهو من الميسر، ويقال قَامَرَ الرّجل قمارًا، أي: راهن، والرهان والمراهَنَة المخاطرة، والمراد بهما: المسابقةُ على الخيل وغيرها. ☐ وقد اتَّفقت كلمةُ فقهاء المسلمين على أن الميسِرَ القمار، وكلّ ما كان من باب القمار فهو ميسر، وإنما كان تحريم الميسر والقمار بعمومه لما فيه من المضارّ النّفسية حيث يؤدى إلى تعويدِ النّفس على الكسلِ والقعودِ عن طلب الرزق، ولما فيه كذلك من الأضرارِ الماليّة؛ إذ يؤدّى إلى تخريبِ البيوتِ والإفلاسِ كما هو معروف، كما يؤدّى كلٌّ منهما إلى أكلِ أموالِ الناس بالباطل المنهى عنه بنصّ القرآن؛ لأنه أخَذَ مالَ الغير بطريقٍ محظورٍ وبرضاء صاحبه، كما أن أكل أموال الناس بالباطل قد يكون بغير رضاء صاحبه، مثل: الغصب والسرقة والخيانة. ☐ لمَّا كان ذلك كان الرّهانُ والقمارُ فوق أنَّهما من المحرّمات باعتبارها من أفراد الميسر فهما محرّمان كذلك باعتبارهما أكلًا لأموال النّاس بالباطل، أي: بلَا مقابل حقيقى، فالذى يتّضح من أقوال المفسرين والفقهاء أن الرهان والقمار من الميسر إلا ما استثناه الشارع وأجازه لدوافعَ مشروعةٍ؛ كالتَّسابق بالخيل والإبل، والرّمى، وبالأقدام، وفى العلوم، فالرّهان بمالٍ يكون مشروعًا فيما قامَ الدليل على الإذن به، وإنما شُرِع هذا أو أُجِيزَ للحاجة إليه لتعلّم الفروسية وإعداد الخيل للحرب، وللخبرة والمهارة فى الرمى، وللتفقّه فى الدين، وغيره من العلوم النافعة للإنسان فى حياته. ☐ حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .