مأساة زنارة .. تحوّل الخلاف الزوجي إلى جريمة تهز المنوفية
في قرية زنارة الهادئة التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، تحولت لحظة عابرة من الغضب إلى مأساة مأساوية لا تُصدق.
استيقظ الأهالي على فاجعة هزّت القلوب والعقول معًا، بعد أن أقدم شاب على قتل زوجته وطفله الرضيع، ثم نشر صورة توثق الجريمة على مواقع التواصل، لتتجمد أنفاس الناس بين الحزن والذهول والسؤال: كيف يصل الخلاف بين زوجين إلى هذا المصير القاتم؟
رواية شقيق الضحية: كانت محترمة وخلوقة.. والناس كلها تشهد لها
يبدأ شقيق الضحية حديثه بصوت مثقل بالحزن، وكأن الكلمات نفسها تبكي: أختي كانت متجوزة من المتهم بقالها حوالي سنة ونص، خريجة أزهرية وبتحفظ القرآن، والدة المتهم كانت مدرستها زمان في التعليم الأزهري، ولما شافت أخلاق أختي وآدابها، هي اللي راحت بنفسها تطلبها لابنها، أهل المتهم عارفين أخلاقنا كويس، وكل البلد تشهد إنها بنت محترمة وخلوقة.”
ويتابع متحدثًا عن جذور الخلاف بين الزوجين: المشاكل بدأت بعد الجواز بفترة بسيطة لما هو سافر، وأختي حملت بعد شهر واحد، كان معترض على الحمل وبيقول لسه في أول الجواز والمصاريف كتير، المشاكل كلها كانت على مصاريف الحمل والولادة، وبعدها لبن الطفل واحتياجاته.
ويضيف بحرقة: هو مكنش بيبعت الفلوس لأختي، كان بيبعتها لأمه وهي اللي تديها جزء منها، وده كان عامل مشاكل كتير، أختي كانت بتصبر وتحاول تحافظ على بيتها، لكن محدش كان حاسس بيها، وفي نهاية حديثه، وجّه رسالة مؤثرة، لكل الناس اللي اتكلمت على أختي بالسوء، أحب أقولكم إنكم متعرفوش الحقيقة، أختي كانت محترمة وكل اللي يعرفها يشهد بأخلاقها.
شقيقة الجاني تروي: مصيبتنا كبيرة.. وأشهد أنها كانت طيبة وبريئة
من ناحية أخرى، خرجت شقيقة الجاني في منشور عبر صفحتها الشخصية، تصف ما حدث بأنه انكسار قاسٍ وابتلاء موجع، مؤكدة أن ما حدث كان صدمة للجميع.
وقالت في كلمات اختلطت فيها الدموع بالحسرة : اللهم أجرنا في مصيبتنا وأبدلنا خيرًا منها، نشهد أن المرحومة بريئة من كل ما ذُكر عنها، وأنها كانت أختًا لنا وابنة لأمي وأبي، وزوجة وحبيبة لأخي، ونشهد لها بحسن الخلق وأنها من أسرة كريمة،مضفة " مصيبتنا فيها كبيرة، وابنها محمد عبد العظيم كان نور بيتنا، وما حدث كان انتكاسة مرّضية لأخي، وهذا المنشور ليس للدفاع عنه، ولكن لتبرئة زوجته من أي إساءة نُشرت، فالله وحده يعلم ما في القلوب.
واختمت بكلمات مؤثرة" رضينا بقضاء الله، ونسأل الله أن يسكنها فسيح جناته، ويلهمنا الصبر، ولا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون.
القرية بين الصدمة والذهول
في زنارة، لا يزال الأهالي يعيشون صدمة ما حدث،
الوجوه شاحبة، والعيون لا تصدق أن الشاب الهادئ الذي كان يشارك في مناسبات القرية قد يتحول إلى قاتل، أحد الجيران قال " اللي حصل مش طبيعي، كنا بنشوفهم مع بعض كويسين، والخلافات عادية زي أي بيت.”
بينما ترى إحدى السيدات المسنّات أن قلة الحوار بين الزوجين، وضغط المعيشة، وغياب دور الأهل في التهدئة كانت سببًا في انفجار الخلافات الصغيرة إلى مأساة دامية.
