وفاة محمد صبري.. 15 بطولة ومسيرة تُختتم بفاجعة مؤلمة
في الساعات الأولى من صباح اليوم، خيّم الحزن على الوسط الرياضي بعد رحيل محمد صبري، نجم الزمالك السابق ومذيع قناة النادي، إثر حادث مروع بالتجمع الخامس، فقد اصطدمت سيارته بمبنى تحت الإنشاء أثناء سيره في أحد الطرق الجانبية، ليسدل الستار بشكل صادم على مسيرة واحد من أبرز لاعبي الجيل الذهبي للقلعة البيضاء.
محمد صبري، ابن مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، وُلد في السابع من أبريل عام 1974، ونشأ في شوارعها التي كانت شاهدة على بدايات موهبة استثنائية، موهبته قادته سريعًا إلى قطاع الناشئين بنادي الزمالك، قبل أن يبدأ مسيرته مع الفريق الأول في منتصف التسعينيات، ليترك بصمة خالدة في ذاكرة جماهير النادي وكتبه التاريخية.
بداية صبري مع الفريق الأول كانت استثنائية بكل تفاصيلها. ففي أكتوبر 1994، قرر الراحل محمود الجوهري الدفع به في مباراة القمة أمام الأهلي، ليشارك بديلا ويسجل هدفًا لا يُنسى في مرمى أحمد شوبير، هدف خطف قلوب الجماهير البيضاء وأعلن رسميًا ميلاد نجم جديد.
اشتهر صبري بقدمه اليسرى الصاروخية، التي طالما قدّمت لحظات مؤثرة أبرزها هدفه الشهير في شباك الأهلي، إضافة إلى هدف آخر سجله في مرمى عصام الحضري عام 1999.
وخلال 13 عامًا قضاها داخل جدران الزمالك، نجح محمد صبري في كتابة أحد الفصول المضيئة بتاريخ النادي، بعدما ساهم في التتويج بـ15 بطولة متنوعة.
فقد حصد لقب دوري أبطال أفريقيا ثلاث مرات، والسوبر المصري ثلاث مرات أخرى، إضافة إلى كأس الكؤوس الأفريقية، والسوبر الأفريقي ثلاث مرات. كما كان له نصيب في تحقيق بطولة كأس الأفروآسيوية، ولقبين للدوري المصري الممتاز، ولقبين أيضًا لكأس مصر.
بعد مسيرته الطويلة داخل الزمالك، خاض تجربة خارجية قصيرة مع نادي كاظمة الكويتي على سبيل الإعارة، قبل أن ينتقل إلى الاتحاد السكندري، الذي اختتم معه مشواره داخل المستطيل الأخضر، ثم اتجه للعمل الإعلامي والمشاركة في تقديم البرامج عبر قناة الزمالك.
برحيل محمد صبري، يفقد الزمالك أحد رموزه المخلصين، ويفقد الوسط الرياضي لاعبًا صنع الفارق بموهبته وشخصيته داخل الملعب وخارجه.
ويبقى تاريخه حاضرا عبر أهدافه الحاسمة، وإنجازاته، وقصته التي بدأت من الشرقية وانتهت في قلوب محبيه، تاركًا خلفه إرثًا يليق بلاعب كتب اسمه بحروف من نور في سجل الكرة المصرية.

