بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

ترامب يمنح السعودية مقاتلات F35.. هل تُهدد التفوق العسكري الإسرائيلي؟ خبراء يجيبون (خاص)

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» - ترامب - نتنياهو

تستعد السعودية لإتمام أهم اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة الأمريكية في صفقة تُعد الأكبر في التاريخ بقيمة تتجاوز 140 مليار دولار، وتشمل مقاتلات F35 الشبحية الأكثر تقدما ومنظومات دفاعية متطورة وغيرها، فيما يزداد الجدل حول مصير سياسة التفوق العسكري الإسرائيلي بالمنطقة، وموقف تل أبيب من تسليح أمريكي يرفع قدرة الردع السعودية لمستوى غير مسبوق، وسط توقعات بأن تفرض واشنطن شروطا أمنية وسياسية غير مريحة لإتمام الصفقة.

 

القحطاني: صناعة ضخمة وتوطين تقنية

قال اللواء طيار ركن (متقاعد) «عبدالله غانم القحطاني، الخبير الاستراتيجي السعودي: ستحصل المملكة العربية السعودية على صفقة تسليح هائلة من الولايات المتحدة تشمل مقاتلاتF35  وF15 EX ، وسيمنح انضمام تلك المقاتلات لسلاح الجو السعودي قوة ردع فائقة لمواجهة أي تهديد للمملكة بأي مكان، لافتا إلى أنه سيرافق الصفقة صناعة ضخمة وتوطين للتقنية وتشغيل للأيدي العاملة بالمملكة.

اللواء طيار ركن عبدالله غانم القحطاني، الخبير الاستراتيجي
اللواء طيار ركن عبدالله غانم القحطاني، الخبير الاستراتيجي

وأكد أنه بالرغم من تفوق إسرائيل الحالي بسلاحها الجوي الأكثر تطورا، إلا أن حصول المملكة على تلك الصفقة سيسهم في توازن القوى بالشرق الأوسط، مشددا على أن السعودية تسعى للسلام والاستقرار مع أشقائها أشقائها العرب وليست دولة عدوانية.

 

إسرائيل وإفشال الصفقة

 

وأضاف القحطاني في تصريخ خاص لـ «بلدنا اليوم»: "يحاول الإسرائيليون إفشال الصفقة لأسباب عدة ويشترطون لإتمامها أن يتم التطبيع على الأقل، لكن المملكة موقفها واضح: لا نقاش حول إقامة علاقات سعودية إسرائيلية إلا بوجود خطة جادة لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن العلاقات بين واشنطن والرياض راسخة وآخذة في الازدهار ويَصعب على إسرائيل الإضرار بها.

 

وتابع: السلاح بالنسبة للملكة يُستخدم للردع وليس للهجوم، والعرب ليسوا قي حالة حرب مع إسرائيل، كما أن شراء منظومات دفاعية متقدمة ومقاتلات متطورة لا يعني أنها موجهة  ضد إسرائيل أو دولة بعينها.

 

وأشار الخبير الاستراتيجي الى أن الحوثيين مجرد ميليشيا وأن المملكة ليست في حالة حرب معهم أو مع الايرانيين، مؤكدا أن المملكة لديها علاقات جيدة مع إيران بضمانة الصين، وأن سعي السعودية لامتلاك أحدث الأسلحة والمنظومات الدفاعية يقوم على أساس تعزيز أمنها القومي والاستراتيجي أولا وترسيخ توازن القوى واستقرار المنطقة ثانيا.

 

عبدالجواد: تحجيم نفوذ روسيا والصين 

 

من جانبه، قال الخبير الأمني اللواء «شبل عبدالجواد»، رئيس الشرطة العسكرية الأسبق: “تُقدر قيمة هذه الصفقة الدفاعية الأضخم في التاريخ بين أمريكا والسعودية بنحو 143 مليار دولار وتشمل 48 مقاتلة شبحية F35 و 54 مقاتلة F15-EX بالإضافة إلى أحدث منظومات الدفاع الجوي الأمريكي وأسلحة ومعدات عسكرية أخرى”.

اللواء شبل عبدالجواد، الخبير الأمني ورئيس الشرطة العسكرية الأسبق
اللواء شبل عبدالجواد، الخبير الأمني ورئيس الشرطة العسكرية الأسبق

 

وأوضح أن “الولايات المتحدة تعتبر السعودية الحليف العربي الأكبر لها في الشرق الأوسط,لذلك يسعى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بتمرير هذه الصفقة الهائلة إلى غلق الباب أمام روسيا والصين في سعيهما لتعزيز نفوذهما بالمنطقة عن طريق تسليح الدول العربية وعلى رأسها السعودية”. حسب تعبيره

 

الصفقة والشروط الأمريكية

 

وأضاف عبدالجواد في تصريح خاص لـ «بلدنا اليوم»: "ستخضع الصفقة في النهاية للشروط الأمريكية فهذه المقاتلات تعد الأكثر تطورا في العالم، وتخشى واشنطن من أن تسرق الصين تكنولوجيا تلك المقاتلات بعد تسليمها للمملكة، حيث يعمل مئات الصينيين في مصانع السلاح والصناعات الهندسية بالسعودية"، مؤكدا أن الأمريكيين سيفرضون شروطا وضمانات إضافية قد تصل إلى وضع نظام تحكم أو «مفتاع تعطيل» وهو ما يعرف بـ«kill switch»  لتلك المقاتلات.

 

وتابع: قد تضطر السعودية لقبول الشروط الأمريكية تحت الضغط السياسي والأمني، وإذا رفضت فهناك احتمال ألا تحصل على أي تقنيات متقدمة في هذه المقاتلات أو ربما يتم إلغاء الصفقة بالكامل.

وأكد الخبير الأمني أن إسرائيل تحاول إفشال الصفقة بشتى الطرق, فهي كالعادة تعارض أى تحرك قد يغير من موازين القوى في الشرق الأوسط ويهدد مصالحها وأطماعها، لافتا إلى أن النسخة الأقوى من بين النسخ الثلاث لمقاتلات F35 هي «آى أدير» التي تمتلكها تل أبيب، مضيفا: "لن تسمح الولايات المتحدة بتسليح السعودية بمستوى قريب من القدرات الإسرائيلية، وذلك التزاما منها بالحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي وهذا من بين التفاصيل غير المُعلنة في الصفقة".

 

ويرى عبدالجواد أن حصول السعودية على الصفقة سيجبر الحوثيين على وقف أى تهديد لسيادة المملكة أو تهديد الملاحة في البحر الأحمر.

تم نسخ الرابط