البابا لاون يترأس الصلاة بأسطنبول.. ويؤكد قوة الكنيسة تكمن في الصغر والإيمان الحي
ترأس صباح اليوم، قداسة البابا لاون الرابع عشر، لقاء صلاة جمع الأساقفة، والكهنة والرهبان والراهبات، والمكرَّسين، والعاملين الرعويين، بكاتدرائية الروح القدس اللاتينية، بإسطنبول، وذلك ضمن اليوم الثاني من زيارته الرسولية إلى تركيا، قبل انتقاله إلى لبنان في الثلاثين من نوفمبر الجاري.
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب الحبر الأعظم عن سعادته باللقاء، شاكرًا الله على أن تكون زيارته الرسولية الأولى إلى أرض تحمل جذورًا عميقة للتاريخ المسيحي، حيث التقى فيها تاريخ شعب إسرائيل مع المسيحية الناشئة، وتشكلت على أرضها صفحات أساسية من تراث المجامع المسكونية.
واستعاد الأب الأقدس مسيرة الإيمان الممتدة من إبراهيم، مرورًا بالرسل الذين انطلقوا من أنطاكية لنشر البشارة، وصولًا إلى إرث الكنيسة البيزنطية، والبطريركية، المسكونية، مؤكدًا أن الجماعات المسيحية المتنوعة في تركيا من الطقسين الشرقي، واللاتيني تمثل امتدادًا حيًا لهذا التاريخ الغني.
ودعا بابا الكنيسة الكاثوليكية المؤمنين إلى عدم النظر إلى صِغَر عدد الكنيسة في تركيا بوصفه ضعفًا، بل باعتباره العلامة التي يعمل الله من خلالها، مذكّرًا بكلمات يسوع حول القطيع الصغير، وبمثل حبة الخردل التي تنمو بصمت حتى تصير شجرة.
وحثّ قداسة البابا الكنيسة في تركيا على تعزيز روح الثقة والرجاء، مشيرًا إلى علامات واعدة أبرزها توافد الشباب إلى كنائس البلاد، بحثًا عن معنى أعمق للحياة، داعيًا إلى مواصلة العمل الرعوي المنفتح على الحوار المسكوني، والحوار بين الأديان، وخدمة المهاجرين، واللاجئين الذين يشكلون تحديًا رعويًا وإنسانيًا كبيرًا.
وشدد عظيم الأحبار كذلك على أهمية الانثقاف، نظرًا لأن كثيرًا من العاملين في الكنيسة يأتون من خلفيات مختلفة، ما يعزز غنى الشهادة المسيحية في البلاد.
وبمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية الأول، توقف الأب الأقدس عند أربعة تحديات أساسية تستدعي تجديدًا مستمرًا للإيمان:
1. العودة إلى جوهر الإيمان، ووحدته المرتكزة على قانون الإيمان.
2. اكتشاف وجه الله الآب في المسيح، باعتباره التعبير النهائي لمحبة الله.
3. التنبيه إلى "أريوسية معاصرة" تقلل من ألوهية يسوع، وتحصره في صورة مصلح اجتماعي.
4. تجديد وسائط التعبير عن العقيدة بلغة معاصرة تحافظ على جوهر الإيمان، وتواكب تطوّر الفهم اللاهوتي.
وفي ختام كلمته، استعاد قداسة البابا لاون الرابع عشر البابا ذكرى البابا يوحنا الثالث والعشرين، الذي خدم في تركيا، وأحب شعبها، مستشهدًا بصور الصيادين على البوسفور الذين واصلوا عملهم رغم المطر، قائلًا: إن شجاعة هؤلاء الصيادين يجب أن تلهم الكنيسة لتواصل رسالتها بمشاعل موقدة، داعيًا إلى الثبات في الفرح والإيمان والشهادة، تحت حماية مريم العذراء.
وجاء اللقاء ليعكس روح الزيارة الرسولية التي يصبّ فيها البابا تركيزه على تجديد الإيمان، وتعزيز الحوار، وتقوية حضور الكنيسة في الشرق الأوسط.