بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

البابا لاون يدعو إلي تجاوز الانقسامات وتعزيز وحدة المسيحيين في الذكري 1700 لمجمع نيقيه

البابا لاون يدعو
البابا لاون يدعو لتجاوز الانقسامات والوحدة

شهدت مدينة إزنيق التركية (نيقية قديمًا)، حدثًا مسكونيًا استثنائيًا، جمع قادة الكنائس، وممثلي الجماعات المسيحية من مختلف الطوائف، لإحياء الذكرى الـ1700 لانعقاد المجمع المسكوني الأول، أحد أبرز المحطات في تاريخ المسيحية.

وانطلقت المراسم عند أنقاض القصر الإمبراطوري، والكنيسة الأثرية للقديس نيوفيتوس، حيث سار رؤساء الكنائس في موكب رمزي، تداخلت فيه تراتيل الجوقة الأرثوذكسية اليونانية مع نغمات الجوقة اللاتينية، في مشهد يجسد وحدة الروح رغم اختلاف التقاليد.

وتوّج اللقاء بإضاءة قداسة البابا لاوُن الرابع عشر، وغبطة البطريرك المسكوني برثلماوس شمعة أمام أيقونة مقدسة، تعبيرًا عن التمسك بنور المسيح الذي لا ينطفئ، والالتزام بخدمة الوحدة.

وفي كلمته، استشهد غبطة البطريرك برثلماوس بالمزمور: "ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معًا"، مؤكدًا أن الهدف من هذا اللقاء ليس استرجاع الماضي فحسب، بل إحياء الشهادة الحية للإيمان الذي أعلن عنه آباء مجمع نيقية.

وشدد غبطة البطريرك على أن جوهر المجمع يكمن في الاعتراف بأن يسوع المسيح هو إله حق من إله حق، مساوٍ للآب في الجوهر، داعيًا إلى مواصلة السير نحو كمال الوحدة، وتعزيز روح المصالحة التي حملتها نيقية إلى العالم المسيحي.

ومن جانبه، تساءل قداسة البابا لاون الرابع عشر عن مكانة المسيح في حياة المؤمنين اليوم، محذرًا من اختزاله في صورة قائد مواهبي، أو رمز أسطوري.

وذكّر الحبر الأعظم بأن المجمع الأول جاء ردًا حاسمًا على تعاليم آريوس، مؤكّدًا لاهوت المسيح الكامل، ودور هذا الإيمان في توحيد المسيحيين، داعيًا الحضور إلى التغلب على عثرة الانقسامات، وتغذية الشوق إلى الوحدة، من أجل تقديم شهادة مسيحية صادقة للعالم المعاصر.

وأكد الأب الأقدس أن السعي نحو الشركة الكاملة بين الكنائس يجب أن يترافق مع التزام واسع بالأخوّة الإنسانية، رافضًا أي استخدام للدين لتبرير العنف، أو النزاعات، كما دعا قداسته إلى ترسيخ ثقافة الحوار، والتعاون، والعمل المشترك.

وفي ختام اللقاء، وجّه بابا الكنيسة الكاثوليكية الشكر إلى غبطة البطريرك برثلماوس، لمبادرته في اختيار مدينة نيقية للاحتفال بهذا الحدث التاريخي، معربًا عن أمله في أن تحمل الذكرى ثمارًا وافرة من المصالحة، والوحدة، والسلام للعائلة المسيحية، والعالم أجمع.

 

تم نسخ الرابط