عبد الباسط عبد الصمد.. اعتبره ياسر عرفات مصدرا للإلهام الروحي ولقب بصوت مكة
في مثل هذا اليوم، 30 نوفمبر 2025
تمر الذكرى السابعة والثلاثون لرحيل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، القارئ المصري الذي يعد واحدًا من أعظم أصوات التلاوة القرآنية في العالم الإسلامي.
وتمكن بصوته الخاشع وأدائه الفريد، الشيخ عبد الباسط أن يترك إرثًا دينيًا وثقافيًا كبيرًا، ليظل صوته حيًا في قلوب الملايين من المسلمين في مختلف بقاع الأرض، ويستمر في تحفيز الأجيال الجديدة من القراء.
عبد الباسط عبد الصمد: البداية والنشأة
وُلد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في عام 1927 في محافظة قنا بمصر، وبدأ رحلة حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة.
نشأ في بيئة دينية كانت تحثه على التمسك بالقيم الدينية والروحية، مما ساهم في تكوين شخصيته القرآنية المميزة، إذ لُقب بـ "صوت مكة"، نظرًا لقوة وعذوبة صوته التي جعلت منه واحدًا من أبرز القراء في تاريخ التلاوة.
تميز الشيخ عبد الباسط في عالم التلاوة القرآنية
تميز الشيخ عبد الباسط بأسلوبه الفريد في التلاوة، حيث امتزجت قوته الصوتية مع السلاسة والروحانية التي أحاطت بكل آية كان يقرأها.
كان القارئ الأول الذي سجل القرآن الكريم كاملاً بصوته، ما جعل إرثه أكثر خلودًا في ذاكرة الأمة الإسلامية.
تأثير الشيخ عبد الباسط عبد الصمد على المشاهير
لم يقتصر إعجاب الشيخ عبد الباسط على عامة الناس، بل كانت تلاواته أيضًا محط إعجاب كبار الشخصيات والمشاهير في العالم العربي والإسلامي.
من أبرز هذه الشخصيات كان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي اعتبر تلاوات عبد الباسط عبد الصمد مصدرًا للإلهام الروحي في نضاله الوطني.
كما عبر العديد من الفنانين والمثقفين عن إعجابهم بالشيخ عبد الباسط، واعتبروا صوته رمزًا من رموز مصر والهوية الإسلامية.
تلاواته الخالدة في ذاكرة الأمة
على الرغم من رحيله في عام 1988، إلا أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد لا يزال حاضرًا في العديد من المحافل الدينية.
تظل تسجيلاته تُذاع على الإذاعات والقنوات الفضائية وتُعرض عبر المنصات الرقمية، ما يبقي صوته في الذاكرة العامة، ويجعل تلاواته جزءًا من الروحانية في شهر رمضان والمناسبات الدينية الكبرى.
إرث الشيخ عبد الباسط عبد الصمد للأجيال القادمة
يشكل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مصدر إلهام للأجيال الجديدة من القراء والمحبين لصوت القرآن الكريم.
تعتبر تلاواته مدرسة قائمة بذاتها، حيث تأثر بها العديد من القراء من بعده، وصار اسمه مرادفًا للجمال الروحي في تلاوة القرآن الكريم.
تصريحات مشهورة عن الشيخ عبد الباسط
قال الإمام محمد متولي الشعراوي عن الشيخ عبد الباسط: “صوته هو الصوت الذي يلامس الروح ويخاطب القلب قبل الأذن، ومن يسمع تلاوته يشعر وكأن القرآن نزل على قلبه مباشرة”. كما وصفه الشيخ الشعراوي بأنه كان "المرشد الروحي" للمسلمين في كل مكان بفضل صوته الذي كان له تأثير عميق على النفوس.
من جهته، أكد الفنان والمطرب المصري الكبير محمد عبد الوهاب أن “صوت عبد الباسط عبد الصمد هو أفضل وأعذب صوت قرآني سمعه في حياته”، معتبرًا إياه "أعظم من يؤدي القرآن على وجه الأرض".
أما كوكب الشرق أم كلثوم فقد عبَّرت عن إعجابها الشديد بصوته قائلة: “صوت الشيخ عبد الباسط يحمل شيئًا من الخشوع والعظمة التي ترفع الروح إلى أعالي السماوات”.
