بعد 160 عامًا على ميلاده.. لماذا ما زالت أفكار قاسم أمين حية؟
في ذكرى ميلاد قاسم أمين أبرز المفكرين المصريين في القرن التاسع عشر، الذي كتب تاريخ الدفاع عن المرأة وحقوقها، تسلط “بلدنا اليوم” الضوء على مسيرته، وايمانه بضرورة تعليم المرأة ومساوتها للرجل باعتبارها ركيزة نهضة المجتمع.
نشأة قاسم أمين ومسيرته الفكرية
وُلد قاسم أمين عام 1863 في أسرة مصرية ميسورة، وتلقى تعليمه في مصر قبل أن يسافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته.
هناك تأثر بالثقافة الأوروبية وأفكار الإصلاح الاجتماعي، وعاد إلى مصر حاملًا رؤية واضحة لتطوير المجتمع ومواجهة الأعراف التقليدية التي تحد من دور المرأة.
ركز قاسم أمين منذ بداياته الفكرية على الإصلاح الاجتماعي في مصر، واعتبر أن تقدم الأمة مرتبط بشكل مباشر بحقوق المرأة وتعليمها.
الدفاع عن المرأة والتحرير الاجتماعي
ارتبط اسم قاسم أمين بحركة الدفاع عن المرأة في مصر بشكل وثيق، حيث دعا إلى تحرير المرأة من القيود الاجتماعية التقليدية، مؤكدًا أن مشاركة المرأة في التعليم والعمل ضرورة أساسية لتحقيق التنمية.
كتب مؤلفات بارزة مثل "تحرير المرأة" و**"المرأة الجديدة"**، والتي أثارت جدلًا واسعًا في المجتمع المصري، لكنها وضعت أسسًا للفكر التنويري المصري وحقوق المرأة في مصر.
أفكار إصلاحية أثارت الجدل
اعتبر قاسم أمين أن الدفاع عن المرأة لا ينفصل عن الدفاع عن الحرية والعدالة الاجتماعية، مؤكّدًا أهمية دمج المرأة في مختلف مجالات الحياة.
واجه انتقادات من التيارات المحافظة، لكنه بقي ثابتًا على رؤيته الإصلاحية، مسهمًا في تشكيل وعي جديد حول قضايا المرأة المصرية ودورها في المجتمع.
إرث قاسم أمين وتأثيره المستمر
اليوم يُنظر إلى قاسم أمين باعتباره مفكر مصري رائد ساهم في تطوير الفكر الاجتماعي والمساواة بين الجنسين. ترك إرثًا فكريًا مهمًا في الدفاع عن المرأة، وكتباته أثرت على أجيال لاحقة من المفكرين والناشطين، وجعلت منه رمزًا للفكر التنويري المصري.
يمثل قاسم أمين نموذجًا للمفكر الذي جمع بين الثقافة الشرقية والغربية لخدمة وطنه وتعزيز حقوق المرأة في مصر، مؤكدًا أن التقدم الاجتماعي لا يتحقق إلا بمشاركة المرأة الفاعلة.



