بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي: تقارب تركيا وشرق ليبيا يفتح آفاق التسوية

 أحمد لنقي
أحمد لنقي

مقدمة" تشهد العلاقات بين شرق ليبيا وتركيا تحوّلًا واضحًا في الفترة الأخيرة، مع تكثيف الزيارات الرسمية والسياسية وانخراط أنقرة في تعاون عسكري متنامٍ مع قيادة الجيش الوطني الليبي، هذا التغيير يثير تساؤلات مهمة حول دوافع تركيا، المكاسب المرجوّة للشرق الليبي، وتأثير هذا التقارب على موازين القوى الداخلية وعلى مستقبل العملية السياسية في البلاد. 


في هذا الحوار ل بلدنا اليوم، يسلّط عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، أحمد لنقي، الضوء على هذه التحولات، ويقدّم تحليلاً معمّقًا لمستقبل العلاقات بين تركيا وشرق ليبيا، بالإضافة إلى انعكاسات هذا التقارب على التسويات السياسية والتحالفات الإقليمية وفيمايلي نص الحوار:

 

كيف تفسر التحول التركي تجاه شرق ليبيا بعد سنوات من دعمها لطرابلس فقط؟


تشهد العلاقات بين تركيا والقائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، تطوّرًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، مع تكثيف الزيارات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات متعددة. ويعكس ذلك رغبة تركيا في احتواء الوضع السياسي الليبي، وإظهار أنها لا تنحاز إلى أي طرف من الأطراف السياسية، حفاظًا على مصالحها الاقتصادية والتجارية وتواجدها العسكري في ليبيا.

 

ما أبرز المكاسب التي يسعى الشرق الليبي للحصول عليها من هذا التقارب؟


لا شك أن الدور الذي تقوم به تركيا بين شرق ليبيا وغربها يبدو أقرب إلى محاولة خلق توازن بين هذه الأطراف لتحسين صورتها، على أمل أن يصادق مجلس النواب الليبي على الاتفاقية الأمنية التي وقّعتها حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج مع تركيا سنة 2019، إضافة إلى اتفاقية الجرف القاري. كما تأمل القيادة العامة للجيش الليبي، برئاسة المشير خليفة حفتر، في تحييد الدور التركي عن الصراع على السلطة بين الأطراف السياسية الليبية.

 

هل يؤثر التعاون العسكري بين أنقرة وبنغازي على موازين القوى داخلياً؟


تأثير هذا التقارب على موازين القوى داخليًا، فلا أعتقد أن الأتراك سيتخلّون عن حلفائهم في حكومة الوحدة الوطنية. ومع ذلك، من الممكن جدًا أن تلعب تركيا دورًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفاعلة للمساهمة في توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.

 

كيف ينعكس هذا التقارب على فرص توحيد المؤسسة العسكرية؟


هذا التقارب يمكن أن يكون فرصة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، بما يساهم في توحيد المؤسسة العسكرية الليبية على المدى القريب، رغم بقاء بعض التعقيدات والتحديات.

 

هل يشير هذا المسار إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية في الملف الليبي؟


لا شك أن هذا التقارب بين تركيا والمشير حفتر سيكون له انعكاسات على إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية. وهنا يبرز ضرورة أن تستعيد مصر دورها الإقليمي عبر الانفتاح الفوري وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع حكومة الوحدة الوطنية.

 

إلى أي مدى قد يدفع هذا التقارب نحو تسوية سياسية أو يعرقلها؟


إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين تركيا ومصر، فلا شك عندي أن هذا التقارب سيدفع بقوة نحو تسوية سياسية قريبة، لأن تفاهم القوتين الإقليميتين سيهيئ مناخًا أكثر استقرارًا ويدفع الأطراف الليبية للانخراط في مسار واحد. كما يمكن أن يحدّ من نفوذ الجهات المستفيدة من الانقسام، مما يجعل فرص التسوية أكثر واقعية وقابلية للتحقق.

تم نسخ الرابط