إلى أين يتجه مصير مقاتلي حماس المحاصرين في أنفاق رفح؟ (خاص)
تتزايد المخاوف بشأن مصير مقاتلي حماس المحاصرين بأنفاق رفح خلف ما يُعرف بـ«الخط الأصفر» والذين يتجاوز عددهم مائة مقاتل، في ظل تصاعد انتهاكات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، و استهدافها للمقاومين يوميا وتهديداتها بتصفية هؤلاء العالقين, ما قد يهدد بعودة الحرب على نطاق واسع بغزة.
في حين تبرز تساؤلات حول خيارات حماس لإنقاذ مقاتليها، وتأثير التوتر المتصاعد بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية في هذا الأمر والأوضاع بقطاع غزة ككل.
غباشي: اتصالهم بالقيادة في غزة مستمر.. واستسلامهم مستحيل
قال الدكتور «مختار غباشي» رئيس مركز الفارابي للدراسات السياسية: “هناك حلقة وصل بين المقاتلين العالقين برفح وبين القيادة بغزة، وإن صحت التقديرات بإمتلاك بعضهم معلومات حساسة فلا خطورة إذا وقعوا أحياء بيد إسرائيل، لأن إفشاء الأسرار أمر مستحيل في عقيدة المقاومة”.

وأوضح أن مسألة المقاتلين المحاصرين ليست هي "القشة" التي قد تؤدي لانهيار اتفاق السلام، وإنما هو تلكؤ إسرائيل في الإنتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، لافتا إلى أن المقصود من تعيين تل أبيب للوزراء المتطرفين «بتسلئيل سموتريتش» و«إيتمار بن غفير» و«جدعون ساعر»، كثلاثية تقود المفاوضات للانتقال المرحلة الثانية، هو إفشال للخطة بالكامل؛ لأن الثلاثة يرفضون الخطة الأمريكية رغم أنها غير مُنصفة للفلسطينيين.
وأضاف غباشي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»: “السيناريوهات المتوقعة لإنهاء وضع هؤلاء العالقين لا تتضمن الاستسلام لإسرائيل أو تسليم السلاح، فتسليم السلاح أمر مهين للمقاومة وواشنطن تدرك ذلك، مشيرا إلى لقاء هنري كيسنجر مع المقاومة الفيتنامية في السبعينيات حين طلب منهم تسليم السلاح ليردوا عليه قائلين: كيف نسلّم سلاحنا الذي أتى بك إلى طاولة التفاوض؟!".
خروج بالمفاوضات
واستطرد رئيس مركز الفارابي: “أما أن تستهدفهم إسرائيل فتلك مسألة لا يمكن حسمها لأنها قد تهدد بعودة الحرب، لذلك فإن الحديث الأكثر عقلانية سيكون عن خروجهم بالمفاوضات ووضع سلاح حماس ككل، وهو بند أساسي بالخطة الأمريكية بإقرار مجلس الأمن”، في إشارة إلى تسليم السلاح للسلطة الفلسطينية أو لإحدى الدول الضامنة كمصر وقطر.
واختتم غباشي حديثه بالقول “إن احتمال أن تقوم حماس بعملية نوعية بقطاع غزة أو خارجه لتخفيف الضغط الإسرائيلي على المقاتلين المحاصرين أمر مستبعد”، مشيرا إلى أن جبهة لبنان على شفا الانفجار خصوصا بعد اغتيال الطبطبائي، مضيفا: “والحديث أيضا عن عملية بالضفة الغربية أمر مستبعد فهي مستنفرة تماما وإلاحتلال يحاصرها ويقوم بعمليات يوميا، مؤكدا أن الحل الأقرب هو خروجهم بالمفاوضات”.
أنور: إسرائيل عاجزة عن تدمير الأنفاق ولا يمكنها تصفيتهم
من جهته، قال الدكتور «أحمد فؤاد أنور» خبير الشؤون الإسرائيلية: “تزعم إسرائيل منذ بدء الحرب انها قادرة على تفجير شبكة الأنفاق أو غلقها بصب الخرسانة أو إغراقها بالمياه، لكنها لم تفعل ذلك حتى بعد أن تسلمت جميع أسراها ما يعكس عجزها الواضح”، لافتا إلى أن المقاومة “تؤمِّن الأنفاق ضد أي تهديدات وأن المقاومين العالقين برفح محصنين ويصعب أن تنجح إسرائيل في تصفيتهم”.

وأوضح أنور في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم » أن احتمال وقوع اشتباكات مع قوات الاحتلال بحيث تؤدي لتخفيف الضغط على المقاومين المحاصرين “فهذا قد يحدث من جبهة لبنان والتي قد تشتعل بسبب حماقات إسرائيل هناك واخرها اغتيال رئيس أركان حزب الله”، مضيفا: "وقد يحدث تخفيف ضغط أيضا من جهة الحوثيين باليمن والذين تعهدوا بإسناد المقاومة اذا غامرت اسرائيل بتصعيد عسكري أوسع في قطاع غزة يؤدي إلى استئناف القتال.