ممارسة محظورة.. تحذير عاجل من الأزهر للفتوى بشأن "البشعة"
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الإسلام أقام منظومة عدل قائمة على مبادئ ثابتة تحمي الحقوق وتصون كرامة الإنسان، ونهى عن كل وسيلة تهين الإنسان أو تلحق به الضرر.
وأشار المركز إلى أن البشعة، وهي ممارسة تقوم على الإكراه والإذلال، لا علاقة لها بالقضاء أو الأدلة الشرعية، بل هي من ممارسات الجاهلية الباطلة التي ألغاها الإسلام.
وتابع أن البشعة تشبه استقسام الأزلام في الجاهلية، الذي وصفه القرآن بأنه فسق: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} [المائدة: 3]
وأكد الأزهر أن هذه الممارسات باب للفساد والباطل، ويحرم العمل بها أو التحاكم إليها.
وأثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي ,موجة واسعة من الاستنكار، بعد أن ظهرت فيه فتاة تجلس على الأرض مرتجفة، تخضع لطقس "البشعة" لإثبات براءتها من اتهام زوجها لها بأنها لم تكن عذراء عند الزواج.
وعبر عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي عن صدمتهم واستيائهم من الأسلوب الذين وصفوه بـ"المهين" الذي تعرضت له الفتاة، معتبرين أن اللجوء إلى طقس البشعة يمثل تجاوزًا خطيرًا لكل القوانين والأعراف الحديثة.
وشدد آخرون على ضرورة نشر الوعي لوقف مثل هذه الممارسات التي وصفوها بـ"البدائية" و"غير الإنسانية".
ودعا رواد التواصل الاجتماعي إلى فصل القضايا الأسرية عن العادات القبلية التي قد تضر بالأفراد، مؤكدين أن إثبات الاتهامات أو نفيها يجب أن يتم عبر الجهات المعنية وبأساليب قانونية فقط.
تعليق الدكتور أحمد كريمة على البشعة
وتعليقا على الواقعة، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف أن البشعة هي فلكلور شعبي لا علاقة له بالشريعة الإسلامية، وأن الشريعة تقوم على مبدأ “لبينة على من ادعى واليمين على من أنكر”.
وأوضح كريمة في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن البَشعة ليست وسيلة لإثبات أو نفي جرائم بعينها، وليست من وسائل الإثبات أو النفي القضائي.
تعريف البشعة
تعتبر البشعة من أقدم أساليب التحكيم العرفي التي كانت شائعة بين بعض القبائل في سيناء وصحراء مصر الشرقية, وتستخدم البشعة في أغلب الحالات لمحاولات كشف الكذب بعيدًا عن منظومة القضاء الرسمي.
وتقوم البشعة على استخدام قطعة معدنية تشبه الملعقة الكبيرة أو "المحماس"، يتم وضعها على النار حتى تشتد حرارتها وتصبح حمراء تماما, ثم بعدها يستدعى الشخص المتّهَم ليلعق هذه القطعة ثلاث مرات أمام الحاضرين، ليُبنَى الحكم على العلامات التي قد تظهر على لسانه.
ويبدأ هذا الأسلوب عادة بتسخين الأداة المعدنية حتى تتوهج، ثم يعمد المشبِّع إلى تمريرها على ساعده ثلاث مرات أمام الجميع، في إشارة منه إلى أن النار لا تؤذي من يقول الحق,و بعدها يطلَب من المتّهَم الكشف عن لسانه للتأكد من خلوه من أي إصابات قبل بدء الاختبار، ثم يشرع في لعق القطعة الساخنة، يتبع ذلك المضمضة بالماء.
اقرأ ايضا
