حقن البرد خطر يُهدد حياتك.. كيف تتعافى بأمان؟
شهدت البلاد خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، الأمر الذي أثار بدوره قلق العديد من المواطنين ودفع وزارة الصحة والسكان لإطلاق تحذيرات شديدة اللهجة حول ما يُعرف بـ"حقن البرد"، المنتشرة في بعض الصيدليات بشكل عشوائي.
واعتبرت وزارة الصحة، أن استخدام هذه الحقن بدون إشراف طبي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تصل إلى تهديد حياة المتلقي.
وأكدت الوزارة أن أعراض الإنفلونزا غالبًا ما تستمر لفترة تتراوح بين سبعة إلى عشرة أيام، وتشمل ارتفاع درجة الحرارة، السعال، العطس، احتقان الحلق، وآلام الجسم العامة. وفي معظم الحالات، يكفي اتباع بروتوكول علاجي تدريجي يركز على تخفيف الأعراض وتعزيز المناعة، دون الحاجة للحقن المركبة التي تضم مضادات حيوية وكورتيزون ومسكنات قوية، والتي قد تكون خطيرة إذا تم استخدامها بشكل غير مناسب.
وأشار الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إلى أن رصد حالات وفاة نتيجة هذه الحقن العشوائية كان كافيًا لإثبات خطورة الاعتماد على الوصفات غير المنظمة، موضحًا أن تأثير المكونات القوية في “حقن البرد” على أجهزة الجسم المختلفة، لا سيما الكورتيزون والمضادات الحيوية، قد يؤدي إلى مضاعفات حادة، بما في ذلك اختلال وظائف الكبد والكلى واضطرابات ضغط الدم، خصوصًا عند الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنة.
الفيروس المنتشر ليس متحورًا لـ كورونا
وسط انتشار موجة الإنفلونزا، ترددت شائعات حول ظهور متحور جديد من فيروس كورونا.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمود عز، أستاذ الفيروسات والمناعة وخبير الأمراض المعدية، أن الموجة الحالية ليست نتيجة أي متحور جديد، بل سببها فيروس إنفلونزا من نوع H1N1، والذي يتسبب في أعراض مشابهة لنزلات البرد التقليدية، بالإضافة إلى بعض الحالات التي قد تتطور إلى نزلات معوية أو التهابات رئوية بسيطة.
وأكد “عز”، أن سرعة انتشار الفيروس في المدارس والشوارع والمنازل تُفسر الارتفاع الملحوظ في أعداد المصابين، لافتًا إلى أن معظم الحالات بسيطة ولا تتطلب القلق المبالغ فيه، إلا أن الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال دون الخامسة، وكبار السن، وذوي الأمراض المزمنة، تحتاج إلى متابعة دقيقة وحرص خاص، إذ قد تتعرض لمضاعفات أكبر مقارنة بالآخرين.
الحقن العشوائية.. خطر مخفي
وفي هذا الصدد، حذر خبراء الصحة، من "حُقن البرد" فلا تقدم أي فائدة حقيقية، وأكد الدكتور محمد أحمد، أستاذ الجهاز الهضمي والمناظير بجامعة أسيوط، أن حقن البرد تسبب أضرارًا كبيرة، حتى للأشخاص الأصحاء، وغالبًا ما تكون مزيجًا من مضاد حيوي ومسكن وكورتيزون، ما يجعل تأثيرها على الجسم قويًا، وتؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد، مثل تراجع مناعة الجسم أو حدوث التهابات داخلية غير متوقعة.
وأشار “أحمد”، إلى أن اللجوء لها يعكس نقص الوعي الصحي بين المواطنين، مؤكدًا أهمية الالتزام بالإرشادات الطبية واستشارة الطبيب المختص قبل تناول أي دواء، وعدم الاعتماد على الوصفات المتداولة في الصيدليات أو بين الأصدقاء.
التوعية والوقاية.. الحل الأمثل
ومن جانبها، أكدت وزارة الصحة أن الوقاية أفضل من العلاج، داعية المواطنين إلى اتباع إجراءات بسيطة لكنها فعالة، مثل غسل اليدين باستمرار، ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، والحفاظ على تهوية المنازل والفصول الدراسية، إلى جانب تناول الغذاء الصحي الذي يقوي جهاز المناعة.
كما شددت الوزارة إلى ضرورة تلقي التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا لمن هم أكثر عرضة للإصابة، وخاصة كبار السن والأطفال وذوي الأمراض المزمنة، مع التأكيد على أن التطعيم يقلل من شدة الأعراض ويحد من المضاعفات المحتملة.