بعد جدل مسلسل ورد وشوكولاتة.. نقاد يحسمون قانونية مطالب التعويض
عاد الجدل ليتصدر منصات التواصل والإعلام بعد تصريحات والدة المذيعة الراحلة شيماء جمال، التي اعتبرت أن مسلسل ورد وشوكولاتة استلهم أحداثه من واقعة مقتل ابنتها، مطالبة بتعويض من صنّاع العمل. وبين التساؤلات القانونية والمعايير الإبداعية، تدخل النقاد لحسم الجدل وكشف ما يحق وما لا يحق في عالم الدراما المستوحاة من الحقيقة.
مسلسل ورد وشوكولاتة
أثار ادعاء والدة الراحلة شيماء جمال بشأن أحقيتها في الحصول على تعويض من صناع مسلسل ورد وشوكولاتة ردود فعل واسعة، بعدما أشارت إلى وجود تشابه بين أحداث العمل وواقعة مقتل ابنتها، هذا الجدل دفع نقادا إلى توضيح الأسس التي يقاس بها حق أهالي الضحايا في المطالبة بتعويضات من أعمال فنية “مستوحاة” من الواقع.
ويطرح السؤال نفسه: هل يحق لعائلات الضحايا مطالبة صناع الدراما بتعويض لمجرد تشابه الأحداث؟ أم أن حرية الإبداع تمنح مساحة واسعة للمؤلفين طالما لم يجرِ نقل السيرة الواقعية حرفيًا؟
وفي تصريحات صحفية، قالت الناقدة حنان شومان إن ما يتم تداوله حول حق والدة شيماء جمال في التعويض “لا يستند إلى أي قاعدة قانونية أو فنية”، وأوضحت بلهجة مباشرة: «لا يوجد في العالم من يحصل على تعويض لأن عملا دراميا تناول قضية عامة أو شخصية معروفة، التعويض لا يكون إلا في حالة وجود كتاب منشور تم تحويله لنص درامي دون إذن مؤلفه.»
وأضافت شومان أن الحياة الواقعية لأشخاص معروفين جرى تقديمها في أعمال فنية كثيرة دون أن يتمكن أصحابها من وقفها، مستشهدة بمحاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيقاف فيلم تناول حياته، لكنها باءت بالفشل بسبب “التغيير الدرامي” وعدم نقل الوقائع نصا.
وترى شومان أن الظهور الإعلامي المكثف لوالدة شيماء جمال أثار ضجيجا غير مبرر، مؤكدة أن القضية أصبحت شأنًا عاما، ولا يمكن ادعاء ملكية أحداثها أو المطالبة بتعويض بسبب تناولها فنيا.
وبينما تستمر الدراما في استلهام قضايا المجتمع، يؤكد النقاد أن حدود المطالبة بالتعويض واضحة، ولا تمنح إلا في حال النقل الحرفي الموثق، أما الأعمال المستوحاة فلا تخضع لنفس القيود، وبين القانون والإبداع، يظل الجدل قائما، لكن آراء المتخصصين جاءت لتحسم جانبا كبيرا من الصورة.
