مستقبل الاستثمار الزراعي في مصر بعد مشروعات الدلتا الجديدة

مستقبل الاستثمار الزراعي.. لم تكن رؤية الدولة مجرد رسم لخريطة أو وضع خطتين اقتصاديتين، بل كان الهدف الحقيقي هو إعادة تشكيل البنية الاقتصادية كليًا لتتلاءم مع المتغيرات العالمية. ومن ثمّ جهزت الدولة أدواتها، وصاغت خططها بإحكام وتأنٍ، مستندة إلى شعب واعٍ ومدرك لما يدور حوله. 

وكان الخيار الأول واضحًا: الزراعة، باعتبارها مستقبلًا استثماريًا لا يقتصر على زراعة المحاصيل فقط، بل أصبح ركيزة أساسية في دعم الإنتاج المحلي.

ومن أبرز المشروعات الاستثمارية الزراعية كان مشروع إحياء توشكى واستصلاح وزراعة آلاف الأفدنة في صحراء سيناء والصعيد والوادي الجديد. 

مواجهة التعديات على الأراضي الزراعية

كما عملت الدولة على مواجهة التعديات على الأراضي الزراعية بصرامة، ليصل إجمالي مساهمة شركة الريف المصري إلى استصلاح 2 مليون فدان ضمن مشروعي الدلتا ومستقبل مصر.

وعلى مدار 11 عامًا، منذ ثورة 30 يونيو 2013، أطلقت الدولة سلسلة من الخطط التنموية في مختلف المحافظات، وكان في مقدمتها مشروعات الأمن الغذائي. 

وقد وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبدء الفوري في تنفيذ مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي بهدف توفير منتجات عالية الجودة بأسعار مناسبة، مع تصدير الفائض لدعم الاقتصاد.

وفي سياق الحديث عن مستقبل الاستثمار الزراعي، أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، أن القطاع الزراعي يشهد طفرة غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي، بفضل الدعم المباشر من الدولة. 

مستقبل الاستثمار الزراعي.. استصلاح 4 ملايين فدان

وأوضح أن استصلاح 4 ملايين فدان خلال السنوات الماضية يمثّل إنجازًا ضخمًا رغم التحديات العالمية من تصحر وتدهور للتربة وجفاف.

وأضاف "فهيم" أن زيادة الرقعة الزراعية خلال السنوات العشر الماضية تُعد إعجازًا بكل المقاييس، في وقت تخسر فيه معظم دول العالم ملايين الأفدنة بسبب الجفاف.

 وبين أن إضافة 2 مليون فدان جديدة أسهمت في زيادة حجم السلع الزراعية في الأسواق بما يتجاوز 30 مليون طن، كما ارتفعت الصادرات الزراعية من 4 ملايين طن في 2014 إلى 8 ملايين طن متوقعة بنهاية العام الجاري.

مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي

ويُعد مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي نقلة نوعية، وواحدًا من أهم المشروعات القومية التي تنفذها الدولة، لما يحققه من نتائج تنموية واسعة، أهمها توفير مئات من فرص العمل في مختلف المجالات بما يساهم في خفض معدلات البطالة. وقد بلغت تكلفة المشروع 8 مليارات جنيه، شملت تجهيز وتمهيد الطرق الداخلية بإجمالي 500 كم وبعرض 10 أمتار، إضافة إلى حفر الآبار المسؤولة عن استخراج المياه الجوفية.

مستقبل الاستثمار الزراعي.. ربط المشروع بشبكة الكهرباء في نطاق الدلتا الجديدة

كما تم ربط المشروع بشبكة الكهرباء في نطاق الدلتا الجديدة، إلى جانب إنشاء مخازن لمستلزمات الإنتاج ومبانٍ إدارية، مما وفر بنية تحتية متكاملة. وحظي المشروع باهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظرًا لأهميته، إذ يقع على امتداد طريق محور روض الفرج – الضبعة الجديد ويُعد قاطرة التنمية في مصر والبداية الفعلية لمشروع الدلتا الجديدة الهادف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض.

مساحة الدلتا الجديدة

وتبلغ المساحة المستهدف استصلاحها مليونًا وخمسين ألف فدان من إجمالي مساحة الدلتا الجديدة البالغة 2.2 مليون فدان.

 ويهدف المشروع إلى توفير منتجات زراعية بجودة عالية وبأسعار مناسبة للمواطنين، وسد الفجوة بين الإنتاج والاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية.

كما يوفر المشروع نحو 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 360 ألف فرصة عمل غير مباشرة، مما يجعله من أكبر المشاريع تأثيرًا في دعم سوق العمل وتعزيز التنمية المستدامة في مصر.