توتر آسيوي متصاعد.. وترامب يتحرّك لاحتواء اشتباكات تايلاند وكمبوديا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يستعد للتواصل مع قيادتي تايلاند وكمبوديا بعد تجدد القتال الحدودي بين البلدين، في وقت أكد فيه أن إدارته سبق أن أوقفت عددًا من النزاعات عبر تهديدات اقتصادية، ضمن منهجه السياسي الذي يعتمد على الضغط التجاري لردع الخصوم.
اشتباكات حدودية متواصلة
وتشهد الحدود الممتدة بين البلدين على مسافة تقارب 800 كيلومتر مواجهات جديدة، بعدما تبادل الطرفان نيران المدفعية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما استخدمت القوات التايلاندية مقاتلات "إف-16" عقب اتهامات لكمبوديا بإطلاق صواريخ على مناطق مأهولة، وفق ما نقلته وكالة بلومبرج.
وخلال لقاء جماهيري في ولاية بنسلفانيا، قال ترامب إنه سيجري اتصالات مباشرة بالطرفين لبحث تهدئة الموقف.
خلافات تاريخية متجذرة
وترجع جذور التوتر إلى بدايات القرن الماضي، حين رسمت فرنسا أول خريطة للحدود عام 1907 خلال فترة احتلالها لكمبوديا. ومنذ ذلك الوقت، بقيت مساحات واسعة محل نزاع، تخللتها مواجهات متقطعة عبر عقود طويلة.
وهادا في عام 2025 الأزمة إلى الواجهة بقوة، حيث اندلع اشتباك في مايو أدى إلى مقتل جندي كمبودي، وتبعه تصعيد في القرارات الحكومية، تايلاند شددت رقابتها على الحدود، بينما أوقفت كمبوديا تداول الأعمال الفنية التايلاندية وفرضت حظرًا على واردات متنوعة.
وفي يوليو وقعت أعنف المواجهات منذ عشر سنوات، إثر انفجار لغم أرضي أصاب جنديًا تايلانديًا داخل منطقة متنازع عليها، واستمرت المعارك خمسة أيام، قتل خلالها ما لا يقل عن 48 شخصًا، وهجر أكثر من 300 ألف من مساكنهم، وسط توتر سياسي غذّته خلافات بين قادة سابقين في البلدين.
وفي الأيام الأخيرة، نفذت القوات التايلاندية ضربات جوية جديدة على مناطق حدودية، ما أدى إلى موجة إضافية من العنف وأسفر التصعيد عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة عشرات الأشخاص داخل كمبوديا، كما قُتل ثلاثة جنود من الجانب التايلاندي.