بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

رحلة الموبايل المكسور اللي بيجيب عملة صعبة

من العتبة لأوروبا.. رحلة الموبايل الكسر جالب العملة الصعبة

بلدنا اليوم

 

في وقت تتزايد فيه الخبرات، وتتحول فيه العصور، أصبحت التكنولوجيا الملاذ الآمن والحيوي لجميع الأشخاص، لكن ما يتجاهله البعض هو أن هناك اقتصادًا خفيًا، يغير مفاهيم الدخل عند الكثير من المصريين، فالموبايل المكسور، من وجهة نظر البعض، أصبح خردة ليس لها قيمة، ويمكن رميه أو التنازل عنه بسهولة.

ومع هذا الغياب، تتحرك هذه التجارة في الخفاء وتدر ملايين الجنيهات والعملات الصعبة، لتصبح تجارة ثرية تعتمد على جهاز مات، أو ببطارية منتفخة، أو شاشة اتكسرت، وكذلك موبايل قديم مرمي على جانب ليس له قيمة، فهذه "الخردة الإلكترونية" أصبحت كنزًا حقيقيًا للتجار الصغار قبل الكبار، فالعتبة خير مكان لهذه التجارة.

سوق العتبة.. القلب النابض للاقتصاد الكبير

سوق العتبة، لمن لا يعرف، هو عمود اقتصادي كبير، به من الملاذات الاقتصادية والاستثمارية ما لا يمكن تجاهله، فعند السير في هذا السوق، تجد شوارع مخصصة لهذه التجارة "خردة الهواتف القديمة"، فتبدأ رحلتها من شخص قد زهق من هاتفه التالف، وتنتهي في مصانع عالمية تعمل على إعادة تدوير معادن ثمينة داخله مثل الذهب والفضة والبلاديوم وغيرها من المعادن ذات القيمة العالية.

حجم النقايات في مصر التقديري 

في إحصاء تقديري، وصل حجم النفايات العامة في مصر إلى 90 مليون طن سنويًا، إلا أن مبادرات تدوير المخلفات الإلكترونية تشير إلى وجود كميات كبيرة تحتاج إلى معالجة صريحة لإعادة استخدامها مرة أخرى، وكانت النسبة الأكبر من هذه النفايات هي الأجهزة والهواتف القديمة، التي يظن البعض أنها مستهلكة أو بلا قيمة.

وبناءً على الإحصائيات، لا يتم إعادة التدوير إلا لما يقارب 20% من إجمالي النفايات، لكن مؤخرًا ظهرت مبادرات مخصصة لجمع المخلفات الإلكترونية وإعادة تدويرها لتصبح صالحة للاستخدام مرة أخرى.

رحلة بلدنا اليوم في سوق العتبة 

في هذا الإطار، تجولنا في سوق العتبة وشوارع الهواتف القديمة، التي تعرف بـ"الخردة الثرية"، للحصول على شهادة من المنطقة التي تعد ركائز اقتصادية كبيرة. وحاورتنا محمد فريد، صاحب محل لتصليح الهواتف، الذي قال: "بشتغل في تجارة الموبايلات المكسورة والخردة الإلكترونية من سنين، وناس كتير متخيلة أنها ملهاش قيمة، لكن الحقيقة غير كده بنشتري هذه الهواتف بمبالغ زهيدة تتراوح بين 50 و500 جنيه حسب النوع والحالة."

وأضاف محمد فريد: "أول ما نجمع كمية كبيرة نشحنها للتصدير، لتصل قيمتها لعشرات الآلاف من الجنيهات أو الدولار. بدأت التجارة بأجهزة صغيرة ومتفرقة، لكنها أصبحت الآن نظامًا كاملًا في سوق العتبة، مع شوارع مخصصة لتجميع الخردة وأحيانًا لإعادة تصليحها."

استقبال هواتف الخردة على مشارف الإصلاح 

ثم انتقلنا إلى شارع جانبي في سوق العتبة، وحاورنا السوداني عادل نور، فني في أحد محلات التصليح، الذي قال: "أنا أشتغل في تصليح الهواتف منذ 7 سنوات بمصر، ونستقبل يوميًا ما يقارب 10 إلى 20 هاتفًا، أعطالها مختلفة، لكن أغلبها سهلة، مثل الشاشة المكسورة أو البطارية المنتفخة، وبعضها يحتاج إعادة تدوير البطارية، أما بعض الأجهزة التي يصعب إصلاحها فنضطر لبيعها."

منافسة شرسة لتصليح هواتف الخردة

وأكد عادل نور أن العتبة وشبرا الخيمة بهما شوارع مشهورة في هذا المجال، ويأتي الناس إليها من وقت لآخر، مضيفًا:"تكلفة التصليح تتحدد حسب نوع العطل، لكن الأسعار هنا تعتبر الأرخص، لأن هناك منافسة كبيرة، ومن بين 100 صاحب موبايل، الكثير سيختار المكان الأرخص."

وأختتم "نور" الأجهزة التي لم نتمكن من إصلاحها نقوم ببيعها لتجار متخصصين في تجميع "هواتف الخردة" ويتم تصديرها خارج مصر من أجل إعادة تدويرها مرة أخرى.

تم نسخ الرابط