العنف المدرسي يتصاعد.. وخبراء يطالبون بحماية الطلاب داخل المدارس| خاص
شهدت، الأيام المقبلة، حالة من القلق والخوف بين الطلاب وأولياء الأمور بسبب حالات التحرش والعنف الذي يحدث في المدارس، حيث تتنوع أشكاله بين الاعتداءات اللفظية والجسدية من المعلمين أو الطلاب.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، إن العنف في المدارس له صور وأشكال متعددة، إذ يوجد عنف من بعض المعلمين تجاه الطلاب، وعنف من بعض الطلاب تجاه المعلمين، إضافة إلى العنف بين الطلاب أنفسهم.
يوضح أسباب تفاقم ظاهرة العنف في المدارس
وأوضح الدكتور عاصم حجازي في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن من أهم الأسباب التي أدت إلى تفاقم هذه الظاهرة ويمكن تلخيصها في النقاط التالية: اهتزاز هيبة المعلم بسبب الدروس الخصوصية التي جعلت بعض المعلمين يقبلون تجاوزات الطلاب ويتغاضون عنها حتى لا يتركها الطلاب، تورط بعض المعلمين في تسهيل الغش، وهو ما يؤثر سلباً على مكانة المعلم ومصداقيته، ضعف المعلم في الجانب الأكاديمي والمهني، السمات الشخصية السلبية لبعض المعلمين كالاندفاعية والتهور والعصبية الزائدة وضعف الشخصية، عدم قدرة المدرسة على تلبية اهتمامات وميول الطلاب واكتشاف قدراتهم.
وأضاف غياب الانضباط المدرسي ووجود مناخ مدرسي يتسم بالفوضى، عدم تفعيل لائحة الانضباط المدرسي، عدم وجود برامج للإرشاد النفسي، إما لعدم وجود أخصائي نفسي أو لكونه لا يقوم بدوره كما ينبغي، معاناة الطالب من بعض الضغوط النفسية أو الأكاديمية دون أي تدخل لمساعدته، وجود مشكلات أسرية أو أنماط خاطئة للتنشئة الاجتماعية أو رفقاء السوء، انشغال الأسرة وإهمال المتابعة والتوجيه.
وأكد أستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، أن هذه الأسباب تُعد أبرز العوامل التي أسهمت في حدوث الوقائع المتداولة مؤخرًا، مشيرًا إلى وجود أسباب أخرى كثيرة، إلا أن ما ذكر يُعد الأكثر تأثيرًا.

مؤسس جروب مصر والتعليم: ضرورة وجود اشراف في كل مكان داخل المدرسة ومراقبة الأدوار
وفي نفس السياق، قالت أميرة يونس، مؤسس جروب مصر والتعليم، إن من أهم الإجراءات الواجب اتخاذها داخل المدارس للحد من المشكلات وحماية الطلاب هي ضرورة وجود إشراف مستمر في كل مكان داخل المدرسة، مع متابعة ومراقبة الأدوار عبر الكاميرات، أو من خلال دوريات إشرافية مستمرة من إدارة المدرسة والوكلاء في جميع الأنحاء، حتى في المرافق العامة أثناء فترات الاستراحة.
وشددت أميرة يونس، في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، على أهمية عدم وجود أي غرف مغلقة داخل المدارس مثل المخازن أو غرف المصادر، وترك جميع الغرف مفتوحة وفي أماكن واضحة للجميع لضمان الأمان والشفافية، متابعة: التوعية من المنزل تعد من أهم الوسائل للحفاظ على الأبناء، وذلك من خلال تعليم الطالب خطورة لمس أي شخص مهما كان، وحتى البنات يجب عليهن تجنب السلام باليد، خصوصاً مع أي مدرس، والاكتفاء بالاحترام من بعيد، إلى جانب تحدث الأم مع ابنها يوميًا بعد عودته من المدرسة بطريقة غير مباشرة لمعرفة تفاصيل يومه والاطمئنان على شعوره بالأمان.
وأشارت مؤسس جروب مصر والتعليم إلى، أهمية ملاحظة الأم لأي خلل أو اختلاف في شخصية ابنها أو ابنته، خاصة إذا بدا عليهما أي تغير غير معتاد، مؤكدة أن انشغال الأسرة بالعمل لا يمنع من وجود وقت مخصص لمتابعة سلوك الأبناء والتأكد من طبيعة حالتهم النفسية.

وأكدت أميرة يونس، على ضرورة قرب الأم من أصدقاء أبنائها لمعرفة البيئة المحيطة بهم وسلوكيات من يتعاملون معهم، لافتة إلى أهمية تصديق الأبناء في أي شيء يقال دون تكذيب أو افتراض أن الشخص المعني "مثالي" ولا يمكن أن يرتكب خطأ، إذ إن الكوارث على حد قولهالا تحدث إلا ممن يَظهرون بصورة مثالية.
وطالبت مؤسس جروب مصر والتعليم، بتوقيع عقاب رادع على أي متحرش بعد ثبوت الإدانة، مؤكدة أن العقوبة يجب أن تكون عبرة للآخرين وقد تصل إلى الإعدام إذا أمكن، حفاظاً على أمن الطلاب داخل المدارس.
خبيرة تربوية تشدد على أهمية تغطية المدارس بكاميرات مراقبة لمراقبة سلوكيات الطلاب
وفي سياق متصل، أكدت داليا الحزاوي، الخبيرة التربوية، ومؤسس ائتلاف أولياء الأمور في مصر، إن ما يحدث من حالات عنف في المدارس لا يُعد ظاهرة، وإنما حالات فردية زادت ملاحظتها نتيجة زيادة حضور الطلاب للمدارس بعد ربطهم بأعمال السنة ودرجات التقييمات، مشددة على ضرورة دق ناقوس الخطر واتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الحالات.
وشددت الحزاوي، على أهمية تغطية المدارس بكاميرات مراقبة لمراقبة سلوكيات الطلاب والتدخل الفوري، بالإضافة إلى تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي لرصد وتقويم السلوكيات غير المنضبطة بالتعاون مع الأسر.
ووجهت الخبيرة التربوية، الشكر لوزارة التربية والتعليم على تدخلها الحازم في وقائع الفوضى بالمدارس لتوفير بيئة آمنة للطلاب والمعلمين وعودة قدسية المدرسة، مشيرة إلى أن الكتاب الدوري الأخير تضمن حزمة من الإجراءات الحازمة تعزز البيئة التعليمية الآمنة، وهو ما ينتظره أولياء الأمور منذ فترة طويلة.




