البـارودي.. شاعر المنفى وقائد النهضة الذي كتب اسمه بحروف من نور
في مثل هذا اليوم، تمر ذكرى وفاة رائد مدرسة الإحياء والبعث الشاعر الكبير محمود سامي البارودي، أحد أبرز رموز النهضة الأدبية في العصر الحديث، وصاحب بصمة خالدة في تجديد الشعر العربي وإعادته إلى رونقه الأصيل.
ولد البارودي في القاهرة عام 1838 لأسرة تركية الأصل، لكنه نشأ بعشقٍ للعربية، فتعمق في تراثها وأوزانها وشعرائها الكبار.
وجمع البارودي بين قوة السيف وجمال القلم؛ فكان قائداً عسكرياً، ورجل دولة، وشاعراً مجدداً أعاد الشعر إلى فخامته القديمة بعد سنوات من الضعف والتقليد.
ساهم البارودي في الحياة السياسية المصرية، وتولى عدة مناصب قيادية، ووصل إلى منصب رئيس الوزراء خلال عهد الخديوي توفيق.
وبعد مشاركته في الثورة العرابية، نُفي إلى سريلانكا، وهناك كتب أروع قصائده وأكثرها صدقاً وحرارة، ليخلّد اسمه في سماء الأدب العربي.
ورغم قساوة المنفى، خرج البارودي من غربته شاعراً أقوى، مؤسساً لمدرسة شعرية كاملة سار على نهجها أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وغيرهما من رواد النهضة.
في ذكرى وفاته، نُعيد تذكّر مسيرته التي جمعت الوطنية والشجاعة والإبداع الشعري، ورحل تاركاً تراثاً يليق بلقب “ربّ السيف والقلم”.

