الغول: نتنياهو يوظف الدين لتوسيع الاحتلال ومصر تحطم مشروع إسرائيل الكبرى

كشف الكاتب والمحلل السياسي وائل الغول أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إطالة أمد الحرب في قطاع غزة وتوسيع العمليات العسكرية في الضفة الغربية نابع من قناعات دينية عقائدية متطرفة تحكم تفكيره السياسي، وليست مجرد حسابات أمنية أو عسكرية.

وفي تصريحات خاصة لـ “ بلدنا اليوم ” ، أكد الغول أن نتنياهو ينظر إلى الصراع باعتباره تنفيذًا لنبوءات توراتية، مستشهدًا بتصريحاته المتكررة التي وصف فيها الحرب بأنها “معركة بين أبناء النور وأبناء الظلام”، وبقوله صراحة: “هذه حرب على مستقبل إسرائيل وأرضها التي وعدنا الله بها”.

وأضاف الغول أن هذا الخطاب الديني لم يعد فرديًا، بل أصبح نهجًا رسميًا لحكومة إسرائيل الحالية، التي تضم وزراء يعلنون تبنيهم الصريح لفكرة التوسع الديني. وأشار إلى تصريحات وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي قال إن “أرض إسرائيل الكاملة ملك للشعب اليهودي وفق التوراة”، وإن الضفة الغربية “يهودا والسامرة ولن تكون يومًا دولة فلسطينية”.

كما لفت الغول إلى مواقف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي دعا علنًا إلى “تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين”، واعتبر أن “القوة وحدها هي اللغة التي يفهمها أعداء إسرائيل”، في خطاب يعكس توظيفًا دينيًا صريحًا للعنف والتهجير.

وأوضح الغول أن هذه التصريحات تكشف بوضوح أن ما يجري في غزة والضفة هو محاولة لفرض واقع يخدم نبوءة “إسرائيل الكبرى”، التي تمتد – وفق تفسيرات توراتية متشددة – من النيل إلى الفرات، حتى وإن جرى الترويج لها سياسيًا تحت عناوين “الأمن” و”الردع”.

وأكد الغول أن هذا المشروع يصطدم مباشرة بالموقف المصري الحاسم، الذي يمثل العائق الأكبر أمام تحويل النبوءات الدينية إلى واقع جغرافي، مشددًا على أن القاهرة أفشلت وستفشل أي مخطط للتهجير أو المساس بالأمن القومي، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعلانه أن حدود مصر وأمنها خطوط حمراء لا يُسمح بتجاوزها.

واختتم الغول بالتأكيد على أن صعود الفكر الصهيوني الديني المتطرف يعيد إحياء أخطر أفكار الحركة الصهيونية القديمة، وفي مقدمتها “إسرائيل الكبرى”، محذرًا من أن ترك هذا الفكر دون ردع عربي حاسم يفتح الباب أمام فوضى إقليمية واسعة، تكون فلسطين أول ضحاياها.