بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

زيارة نتنياهو المرتقبة لواشنطن: ماذا ينتظر المرحلة الثانية والسلام بغزة؟ (خاص)

إسرائيل - فلسطين
إسرائيل - فلسطين (صورة تعبيرية)

تتجه الأنظار إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» المقررة هذا الشهر للقاء الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في واشنطن، في وقت يتشابك فيه مصيره السياسي بعد تقدمه بطلب العفو الرئاسي لإنهاء محاكمته، مع مستقبل الخطة الأمريكية للسلام في غزة وكيفية الانتقال للمرحلة الثانية.

 

وفي ظل المساعي الإسرائيلية لإفشال الخطة برمتها، تبرز تساؤلات حول ما ستؤول إليه الزيارة، وما هي الشروط التي ستضعها إسرائيل للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق السلام.

 

هريدي: نتنياهو سيستخدم نزع سلاح حماس كأداة للمماطلة

قال السفير «حسين هريدي»، مساعد وزير الخارجية الأسبق: “ستحاول إسرائيل بقيادة نتنياهو خلال زيارته المقبلة لواشنطن أن تفرض شروطا لاستكمال تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803 المؤيد لخطة السلام الأمريكية بغزة، والانتقال للمرحلة الثانية، وذلك استنادا إلى سوابقها التاريخية في المراوغة والالتفاف على كافة القرارات الدولية والأممية وخصوصا المتعلقة بالصراع العربي - الاسرائيلي”.

 

وأكد أن نتنياهو سيناور بورقة نزع سلاح «حماس» من أجل التسويف وتأجيل أي اتفاق يؤدي لانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

السفير حسين هريدي - مساعد وزير الخارجية الأسبق
السفير حسين هريدي - مساعد وزير الخارجية الأسبق

وأضاف هريدي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن احتمال اعتقال نتنياهو في حال زيارته نيوريورك بعد التهديدات السابقة لـ «زهران ممداني» - عمدة الولاية - باعتقاله غير وارد عمليا، مرجحا أن يتم ترتيب لقاء ودي بينهما في نهاية المطاف, لافتا إلى أن ممداني لن يمارس عمله رسميا كعمدة لولاية نيوريورك إلا في الأول من يناير المقبل.

 

وتابع مساعد وزيرالخارجية الأسبق: “يجب الأخذ في الاعتبار أن الولايات المتحدة لم توقع على «اتفاقية روما 1998» الخاصة بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي فالحكومة الأمريكية علي المستوي الفيدرالي ليست ملزمة باعتقال نتنياهو.. وعليه فإن تصريحات ممداني السابقة بأنه لن يتردد في اعتقاله إذا زار المدينة كانت مجرد تصريحات ودعاية انتخابية لجذب الأصوات للفوز بمنصب عمدة الولاية”.

 

فهمي: شروط إسرائيل للمرحلة الثانية تتبلور في خمس نقاط

من جانبه، قال الدكتور «طارق فهمي»، أستاذ العلوم السياسية: إن السيناريوهات المتوقعة للزيارة “ترتبط بمستقبل نتنياهو خصوصا فيما يخص مسألة العفو الرئاسي عنه واستمرار الإئتلاف الإسرائيلي الحاكم، كما ترتبط بملفات رئيسية أهمها الانتقال للمرحلة الثانية في غزة وقضية نزع سلاح حماس وملفات إقليمية أخرى”، لافتا إلى أن الزيارة ستتناول مخاوف إسرائيل واستعداداتها الكبرى لمواجهات عسكرية محتملة مع ايران وحزب الله في لبنان.

دكتور طارق فهمي - أستاذ العلوم السياسية
دكتور طارق فهمي - أستاذ العلوم السياسية

وأوضح أن نتنياهو سيقدم شروطه لترامب والتي تتبلور في خمس نقاط رئيسية: أولا، نزع سلاح حماس؛ ثانيا، جمع السلاح من قطاع غزة بشكل كامل؛ ثالثا، تحريك حدود الخط الأصفر لضم مناطق جديدة من القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية؛ رابعا، حصول إسرائيل على قائمة تحفيزية لصفقات الأسلحة الأمريكية المتتالية؛ وخامسا، أن يتم تشكيل مجلس السلام والقوات الدولية بغزة بشكل يتوافق مع رؤية إسرائيل.

وأكد فهمي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن تصريحات نتنياهو بامتلاك إسرائيل السيادة الأمنية من نهر الأردن حتى البحر المتوسط تعكس عقيدة استعمارية إجرامية، لافتا إلى أن تل أبيب تتخذ من مسألة تأمين حدودها ذريعة لانتهاك سيادة دول الجوار مثل احتلال منطقة أغوار الأردن المرتفعة وهضبة الجولان وجبل الشيخ بسوريا بالإضافة إلى خمس تلال جنوب لبنان.

 

مراوغة نتنياهو

وأضاف: “نتنياهو ثعلب ماكر وسياسي كبير يمكنه أن يقلب المائدة بأي لحظة في ظل الأزمات الكبيرة التي تورطت بها إسرائيل خارجيا وداخليا، كما يمكنه أن يُعجِّل – حسب تقديره - بإجراء الانتخابات الإسرائيلية قبل موعدها نهاية عام 2026, ومن ثم يسعى في اتجاهات أخرى، ما قد يؤثر بشكل مباشر على المرحلة المقبلة وهذا أمر يجب الانتباه إليه”.

 

واستطرد أستاذ العلوم السياسية: “بالرغم من مراوغة نتنياهو إلا أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وثيقة ومستقرة وتحظى بتأييد الجمهوريين والديموقراطيين ولا توجد مشاكل حقيقية بالنسبة لتوزيع الأدوار”، مؤكدا أن الزيارة ستنجح قبل أن تبدأ، وأن ترامب سيضم نتنياهو لصفه مستغلا تدخله المباشر في طلب العفو الرئاسي عنه وسعيه لإنهاء محاكمته في إسرائيل.

 

ويرى فهمي أن ترامب سيقنع نتنياهو بالمضي قدما في خطة السلام خصوصا في ظل الاستحقاقات القادمة، حيث سيبدأ تشكيل القوات الدولية في يناير القادم وسيبدأ مجلس السلام في تكوين أعضاؤه خصوصا بعد أن تم طرد «توني بلير» منه، إلى جانب ترتيبات دخول قوة الاستقرار الدولية وقوات الشرطة إلى قطاع غزة وفقا لبنود قرار مجلس الأمن.

تم نسخ الرابط