بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

لقاء ترامب ونتنياهو يحدد مصير غزة.. خبير علاقات دولية يحذر من سلام عملي (خاص)

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

أكد الدكتور محمد اليمني خبير العلاقات الدولية أن نتنياهو سوف يجتمع مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب هذا الشهر لمناقشة المرحلة الأخطر مرحلة نزع سلاح حماس، فسيكون عنوان هذا اللقاء الانتقال إلى المرحلة الثانية من انتفاق غزة.

السيطرة تريدها إسرائيل

الدكتور محمد اليمني خبير العلاقات الدولية 
الدكتور محمد اليمني خبير العلاقات الدولية 

وأوضح اليمني في تصريح خاص لـ “بلدنا اليوم” أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في غزة أوشكت على الانتهاء، مشيرا إلى ان نتنياهو قال إن هناك مسار سلام عملي ممكن مع الفلسطينيين لكن بدون إقامة دول فلسطينية، مضيفا أنه يريد السلطة على السيادة الامنية من نهر الأردن حتى البحر المتوسط ستظل بيد إسرائيل.

وأشار اليمني أنه إذا واجهنا إعلان رسمي عن مرحلة انتقالية جديدة لكن بشروط إسرائيلية صارمة، ووفق رؤية ترفض قيام دولة فلسطينية حقيقية، مؤكدا أن ذلك يفتح الباب أمام كثير من الشكوك والتعقيدات.

الذهاب إلى ترامب وما السيناريوهات المتوقعة

وقال اليمني أنه يرى أن زيارة نتنياهو إلى ترامب تحمل رمزيتين الأولى دبلوماسية  لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وبدء ما يروج له كحل سياسي أمني لإعادة هيكلة وضع غزة، أما الثانية  استراتيجية داخلية وخارجية لإسرائيل وهي إعادة تأكيد سيادتها الأمنية، وطمأنة المستوطنين والمتطرفين في الداخل بأن الأمن سيضمن حسب رؤيتها.

وأوضح اليمني أن هناك سيناريو أسمه التدرج  حيث أن لقاء ترامب يفضي إلى الاتفاق بدء انسحاب إسرائيلي من بعض المناطق وممارسة “إدارة مؤقتة” على غزة مثلا إدارة دولية أو سلطة انتقالية، مع بقاء الأمن بيد إسرائيل، ويكون هناك نزع رسمي لسلاح حماس أو محاولة دمج عناصرها ضمن هياكل أمنية جديدة ثم إعادة إعمار غزة ودخول مساعدات.

وأضاف اليمني أن هناك سيناريو آخر يطلق عليه أسم وقف هش، تدعم التسوية الشكلية أو تهدئة مؤقتة وانسحاب جزئي ووعد باستئناف إعادة الإعمار، لكن بقاء حماس في الشارع أو بقاء معيقات حقيقية أمام نزع السلاح، مشيرا إلى أن ذلك السيناريو قد يؤدي لاحقا لتجدد الصراع.

وكشف اليمني أن السيناريو الاخير هو سيناريو الفشل،  إذا رفض ترامب أو المجتمع الدولي (أوروبا، دول عربية، المجتمع المدني) بعض شروط إسرائيل خصوصا المتعلقة بسيادتها الأمنية أو رفض قيام دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن  اللقاء قد ينتج مجرد تفاهم إسمي، وتبقى غزة في واقع معقد، والنزاع مرشح للتجدد.

تفسير قول نتنياهو: مسار سلام عملي.. لكن بدون دولة فلسطينية

وأشار اليمني إلى أن قول نتنياهو بأنه يريد مسار سلام عملي لكن بدون دولة فلسطينية يدل على ما يمكن تسميته رؤية صهيونية استعمارية، مؤكدا أن نتنياهو يريدأن يطوع السلام على مقاس السيطرة الإسرائيلية المطلقة، وليس على أساس حل عادل يفضي إلى دولة فلسطينية مستقلة، بالإضافة إلى أن مسار سلام عملي هنا  بمعنى تعايش اقتصادي وأمني مع الفلسطينيين لكن تحت هيمنة كاملة لإسرائيل.

وتابع اليمني أن رفض الدولة الفلسطينية يعني رفض الاعتراف بحق تقرير المصير للفلسطينيين، وترسيخ احتلال دائم أو دمجهم داخل بنية إدارية خاضعة لإسرائيل، أو حد أدنى من الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن هذا التوجه يتناسب مع سياسات إسرائيل اليمينية التي ترى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تهدد أمن إسرائيل أو هويتها أو تتعارض مع فكرة أرض إسرائيل الكبرى.

الشروط العراقيل التي قد يضعها نتنياهو للمرحلة الثانية.. وهل تهدد بانهيار الخطة؟

وكشف اليمني أنه من التصريحات الخاصة من نتنياهو والحكومة الإسرائيلية وما هو معلوم حتى الآن، يمكن استنتاج منها شروط وعراقيل إسرائيلية عدة منها، نزع سلاح حماس بالكامل وهذا صعب عمليا، حيث أن  حركة حماس لا تثق بـ إسرائيل، وربما رفض أو تهرب من هذا الشرط، مشيرا إلى أنه إذا لم تستسلم حماس فستعتبر خارج القانون.

وأكد اليميني أن بقاء السيادة الأمنية لإسرائيل من نهر الأردن حتى البحر المتوسط بمعنى أنه حتى بعد تسوية غزة، الضفة الغربية والقدس تبقيان تحت السيطرة الإسرائيلية المطلقة، موضحا أن هذا شرط يتعارض مع أي حل يرضي الفلسطينيين أو معظم المجتمع الدولي، قائلا: إدارة انتقالية أو سلطة مؤقتة في غزة هذا يعني أن سكان غزة قد لا يحصلون على نظام سياسي دائم، بل إدارة مؤقتة تخضع لتنسيق دولي أوإقليمي، وربما مع مشاركة إسرائيل أو حلفاء لها.

تم نسخ الرابط