بعد طول انتظار… الإعلامية اللبنانيه لين ضاهر تكشف الحقائق السياسية بلا مواربة
عادت الإعلامية والناشطة السياسية لين ضاهر، بعد فترة انتظار طويلة، لتقدم حوارًا سياسيًا معمقًا، يكشف النقاب عن تفاصيل الواقع السياسي العالمي والإقليمي، ويضع القارئ أمام حقائق غالبًا ما يتم تجاوزها في الخطاب الإعلامي التقليدي. في هذا الحوار، طرحت ضاهر رؤيتها حول أبرز القضايا السياسية والأمنية والاجتماعية، مؤكدة على أهمية المساءلة والالتزام الأخلاقي في عالم تتداخل فيه المصالح الشخصية مع القيم الإنسانية.
النزاعات في لبنان وهشاشة النظام الدولي
تحدثت ضاهر عن المشهد السياسي العالمي، معتبرة أنه يمر بمرحلة انتقالية عميقة تُدار فيها الأزمات بدل حلّها، وتُستغل النزاعات كأدوات نفوذ، ما يعكس هشاشة النظام الدولي واستمرار هيمنة منطق القوة على العدالة والرفاه الإنساني. وأوضحت أن السياسة المعاصرة فقدت جزءًا من بعدها الأخلاقي، حيث تُقدّم المصالح الذاتية على القيم الإنسانية، مما يهدد الاستقرار العالمي ويجعل الشعوب تُعامل كأرقام لا كحاملي حقوق.
وعن الشرق الأوسط، أكدت ضاهر أن السياسة الأمريكية تُهيمن عليها الاعتبارات الداخلية والاستراتيجية أكثر من التوازن الإقليمي، ما يجعل المنطقة ساحة اختبار مستمرة للإدارات المتعاقبة. أما المنظمات الدولية، فهي تعاني بحسبها من شلل سياسي، وقراراتها غالبًا ما تكون رمزية بلا أثر فعلي.
ناشطة حقوق الإنسان
وبصفتها ناشطة في مجال حقوق الإنسان، شددت ضاهر على أهمية اتخاذ مواقف واضحة وغير قابلة للمساومة، معتبرة أن حقوق الإنسان ليست خطابًا بل التزامًا، وأن المساءلة هي جوهر أي عدالة حقيقية. كما كشفت عن الحملات الإعلامية التي استهدفتها شخصيًا، موضحة أنها تكشف خوف القوى التقليدية من الأصوات المستقلة، وأن الدفاع الحقيقي هو عن الحقائق وليس عن الذات.
وفيما يخص لبنان، اعتبرت ضاهر أن البلاد لم تكن دولة فاشلة، بل تم تهميشها سياسيًا بوعي لأنها تمثل موقع توازن ومساحة حرية في منطقة معقدة. وأكدت أن أزماته ليست دليل ضعف، بل نتيجة خوف من دوره المحتمل، وأن استعادة القرار السيادي يمكن أن يجعل لبنان لاعبًا مؤثرًا في المنطقة.
أما السلام في الشرق الأوسط، فتراه ممكنًا نظريًا لكنه مؤجل عمليًا بسبب غياب الإرادة السياسية، وصراعات النفوذ، والتدخلات الإقليمية، وهيمنة منطق القوة على العدالة. وأشارت إلى أن السياسات الإسرائيلية تميل إلى إدارة الصراع وفرض الهيمنة بدل الحوار، فيما يعكس نموذج قيادة بنيامين نتنياهو التركيز على الاستقطاب السياسي والحفاظ على السلطة على حساب الالتزامات الأخلاقية والإنسانية.
خروج استثنائي للإعلامية لين طاهر
وعن مسارها المهني، أكدت ضاهر أن انسحابها من تقديم البرامج الإعلامية لم يكن خيارًا مهنيًا بحتًا، بل جاء نتيجة ضغوط سياسية مباشرة لمحاولة إسكات الأصوات المستقلة عند اقترابها من ملفات حساسة. وأوضحت أن كتابها الأخير «استجواب سياسي» أثار ردود فعل واسعة لأنه كشف ممارسات فساد بنيوية وأوضح أن الفساد ليس أخطاء فردية بل نظام متكامل، وأن عملها المقبل سيكشف ملفات سياسية وأمنية غير مسبوقة.
وعن البرلمان اللبناني، شددت ضاهر على أن الترشح مسؤولية وليست طموحًا، وأن أي خطوة يجب أن تتم في مواجهة سياسية حقيقية. وأكدت أن الإعلام قد يكون أداة رقابة أو تضليل، وأن أوروبا تلعب دورًا محوريًا عبر الأدوات القانونية والاقتصادية والدبلوماسية في دعم الحريات الأساسية.
وحول زيارة البابا ليون الرابع عشر إلى لبنان، اعتبرت ضاهر أنها رسالة أخلاقية وسياسية أعادت لبنان لموقعه العالمي، وأن السياسات الأمريكية في عهد ترامب أظهرت تغليب المصالح الشخصية على حقوق الإنسان والاستقرار. كما أشارت إلى تحديات القيادة اللبنانية التقليدية وتأثير القوى الإقليمية على الأمن الوطني، مؤكدة أن الحركات الشعبية قادرة على إحداث تغيير فعلي إذا امتلكت رؤية واضحة ووحدة تنظيمية.
وعن دورها الشخصي في الموازنة بين قناعاتها ومواقفها السياسية، قالت ضاهر إنها تضع المبادئ الإنسانية فوق أي ضغط أو مصلحة آنية، معتبرة أن الموقف يتطلب شجاعة لا مسايرة. كما شددت على أن مشاركة النساء والشباب في السياسة ضرورة لإعادة تعريفها، وأن الانقسامات الإقليمية والتحالفات السرية تؤثر بعمق في موازين القوة الدولية، وأن كشف هذه الملفات سيعيد تشكيل العلاقات ويستعيد الثقة بين الشعوب وقياداتها.
وفي ختام الحوار، وجهت ضاهر رسالة واضحة للشباب اللبناني المهاجر والعالم أجمع: لا سلام بلا عدالة، ولا استقرار بلا كرامة إنسانية. وأكدت أن الحفاظ على صلة الوطن بالهجرة واجب ومسؤولية، لأن إعادة بناء لبنان ستحتاج عقول الشباب بقدر ما تحتاج شجاعتهم، معتبرة أن الهجرة نتيجة انهيار وليس سببًا له، وأن الشباب لم يكونوا خائنين لوطنهم بل ضحوا لأجله