بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

أردوغان: ما جرى في غزة ينسف الثقة بالنظام الدولي

أردوغان
أردوغان

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الحديث عن نظام دولي عادل لم يعد ممكناً في ظل ما تتعرض له غزة، مؤكداً أن إسرائيل استخدمت قنابل تفوق تلك التي أُلقيت على مدينة هيروشيما اليابانية بنحو 14 ضعفاً.

جاء ذلك في كلمة ألقاها، الثلاثاء، خلال مشاركته في مؤتمر السفراء الأتراك السادس عشر بالعاصمة أنقرة، حيث استعرض إخفاقات النظام الدولي في منع الظلم والحروب.

وأوضح أردوغان أن النصف الأول من القرن العشرين شهد حربين عالميتين أودتا بحياة ملايين البشر، وأن الهولوكوست شكّل مثالاً صارخاً على الوحشية، ما دفع المجتمع الدولي إلى إنشاء منظومة للحوكمة والأمن بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع تكرار الإبادة الجماعية والجرائم التي تصدم الضمير الإنساني، غير أن هذه المنظومة ــ بحسب قوله ــ لم تحقق النجاح المنشود.

وأشار إلى أن العالم شهد لاحقاً مآسي جسيمة، من بينها الإبادة الجماعية في رواندا التي راح ضحيتها نحو 800 ألف إنسان خلال قرابة مئة يوم، ومجازر البوسنة والهرسك في قلب أوروبا، إضافة إلى العراق وأراكان والصومال وإفريقيا الوسطى وغيرها من المناطق التي فقد فيها ملايين الأبرياء حياتهم بسبب الحروب والنزاعات.

وانتقد أردوغان النظام الدولي القائم، معتبراً أنه يحمي الأقوياء ويقمع المظلومين، ما أسهم في إنتاج عدم الاستقرار والأزمات لعقود طويلة.

وأضاف أن أكثر من 70 ألف فلسطيني قُتلوا في غزة، فيما تجاوز عدد المصابين 170 ألفاً، لافتاً إلى أن أعداداً غير معروفة من الجثث لا تزال تحت الأنقاض. وأكد أن آلاف الأزواج والأطفال ما زالوا يبحثون عن ذويهم أو ينتظرون خبراً عن مصيرهم.

وتابع قائلاً إن عشرات الآلاف من الأطفال الذين فقدوا أسرهم ومنازلهم ومدارسهم يحاولون اليوم التشبث بالحياة وسط الدمار في غزة، واصفاً إياهم بـ"الشهود الأحياء على الإبادة الجماعية".

ولفت الرئيس التركي إلى أن مساحة قطاع غزة لا تتجاوز 365 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل حجم بعض مناطق إسطنبول وأنقرة، مشيراً إلى أن عدد سكانه قبل الحرب كان نحو 2.3 مليون نسمة. وأكد أن الجيش الإسرائيلي ألقى على هذه المنطقة السكنية أكثر من 200 ألف طن من القنابل، ما أدى إلى تسويتها بالأرض.

وختم أردوغان متسائلاً: "في ظل هذا الواقع، كيف يمكن الحديث عن نظام دولي قادر على إنتاج حلول ومنع الظلم؟ وكيف يمكن الوثوق بالبنية الحالية للأمن والحوكمة العالمية؟".

تم نسخ الرابط