بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

لقاء القمة المصرية-السودانية يعزز مسار الحل السياسي ويحمل رسائل طمأنة

القاهرة تؤكد خطوطاً حمراء بشأن أمن السودان وتدعو لوقف التصعيد

رشاد عبدالغني
رشاد عبدالغني

أكد رشاد عبدالغني، الخبير في الشؤون السياسية، أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، يُعد محطة بالغة الأهمية في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها الدولة السودانية، مشيراً إلى أن هذا اللقاء يعكس عمق الروابط التاريخية والاستراتيجية التي تجمع بين مصر والسودان، ويؤكد خصوصية العلاقة بين البلدين باعتبارها علاقة تتجاوز الإطار الدبلوماسي التقليدي إلى شراكة مصيرية ترتبط بالأمن والاستقرار الإقليمي.

وأوضح عبدالغني، في بيان له، أن حرص القيادة السياسية المصرية على المتابعة المباشرة لتطورات الأوضاع في السودان يعكس إدراكاً عميقاً لحساسية المرحلة، لافتاً إلى أن مصر تنظر إلى السودان بوصفه عمقاً استراتيجياً لا ينفصل عن أمنها القومي، وشريكاً رئيسياً في معادلة الاستقرار بمنطقة تشهد تحديات أمنية وسياسية معقدة.

وأشار الخبير السياسي إلى أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اللقاء حملت دلالات قوية ورسائل واضحة، تؤكد أن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي محاولات للمساس بوحدة الأراضي السودانية أو تقويض سيادة الدولة الوطنية، مشدداً على أن الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية يمثل أولوية قصوى لا تقبل المساومة. 

وأضاف أن هذا الموقف يجسد رؤية مصرية راسخة تقوم على رفض التفكك والفوضى، والتصدي لسياسات فرض الأمر الواقع بالقوة.

وبيّن عبدالغني أن تأكيد الرئيس السيسي على وجود خطوط حمراء تتعلق بالأمن القومي لكل من مصر والسودان يعكس وعياً بحجم المخاطر الناجمة عن استمرار التصعيد، خاصة في ظل ما يتعرض له المدنيون السودانيون من انتهاكات جسيمة. 

واعتبر أن هذا الطرح يحمل رسالة مباشرة إلى المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لوقف العنف، وحماية المدنيين، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، مع ضرورة محاسبة الأطراف المسؤولة عن تفاقم الأزمة.

وأضاف أن دعم مصر للجهود الدولية الهادفة إلى التهدئة، ومن بينها المبادرات الأمريكية والمساعي الرامية إلى تسوية النزاعات، يؤكد أن السياسة المصرية تعتمد نهجاً متوازناً يجمع بين دعم الحلول السلمية والدبلوماسية من جهة، والحفاظ على المصالح الوطنية واعتبارات الأمن القومي من جهة أخرى. 

وأكد أن القاهرة تسعى للقيام بدور فاعل داخل الأطر الدولية، وعلى رأسها الرباعية الدولية، من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار يخفف من معاناة الشعب السوداني ويمهد الطريق لحل سياسي مستدام.

واختتم رشاد عبدالغني تصريحاته بالتأكيد على أن لقاء الرئيس السيسي بالفريق أول عبد الفتاح البرهان بعث برسائل طمأنة قوية إلى الشعب السوداني، مفادها أن مصر ستظل داعماً رئيسياً لوحدة السودان وسيادته واستقلال قراره الوطني، وشريكاً أساسياً في أي مسار سياسي جاد يستهدف إنهاء الأزمة، وإعادة بناء الدولة السودانية على أسس تضمن أمنها واستقرارها، وتخدم في الوقت ذاته الأمن القومي العربي في واحدة من أكثر مناطق المنطقة حساسية.

تم نسخ الرابط