خبير بالشأن الروسي: مخاوف أوروبية من فرض واشنطن سلاماً بشروط روسيا|خاص

روسيا.. قال الدكتور محمد ربيع الديهي الباحث في الشؤون الروسية، إن تصريحات الأمين العام للناتو مارك روتيه تأتي في سياق مخاوف أوروبية من الضغط الأمريكي على أوكرانيا وأوروبا لخوض عملية سلام بشأن أوكرانيا مع روسيا.

وأشار الديهي إلى أن الوصول إلى سلام مع روسيا الآن بالشروط الروسية يضمن فيها الإعتراف بـ سيادة روسيا على الأراضي التي تقع تحت سيطرتها في أوكرانيا في مقابل عملية سلام وتقديم ضمانات لروسيا بعدم وجود توسع وتواجد لحلف الناتو في دول مجاورة لروسيا، مشيرا إلى أن تلك المطالب هي التي يرفضها الغرب في طروحات سابقة.

أوروبا لن تشهد حروب جديدة في العام القادم

وأضاف الديهي أن المخاوف الأوروبية التي تشمل إنهاء الحرب مع روسيا بهذا الشكل يعد اعتراف بسيادة روسيا على أوكرانيا ومن ثم أوروبا، مؤكدا على أن سنة 2026 لن تشهد حروب جديدة في القارة الأوروبية، ولكن سوف تشهد تصاعد لنبرات اليمين المتطرف التي قد تشعل فيما بعد صراعات في أوروبا.

 وأوضح الديهي أنه يمكن القول بأن مستقبل القارة الأوروبية بات مرهون بتحديدات عديدة ومحددات جديدة في ظل تغير في البنية الأساسية للنظام الدولي، مؤكدا أن ذلك يلقي بظلاله على نمط التحالفات والمنتديات الدولية والإقليمية وتؤثر بشكل أو باخر على الأمن والإستقرار الأوروبي.

أمريكا لن تقف مع أوكرانيا وأوروبا أمام روسيا

وعلق الديهي على تصريحات ترامب الأخيرة بشأن الأراضي الأوكرانية أنها تحاكي العملي في الأرض، مشيرا إلى أن ذلك يوضح حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا طوال سنوات الحرب بدعم أوروبا أمام روسيا، مؤكدا على أن ذلك مؤشر مهم يجب ان يوضع في الحسبان يوضح أن الإدارة الأمريكية لن تقف بجوار أوكرانيا او الاتحاد الاوروبي وهو الأمر الذي يقلق القادة الأوروبيين.

 وأكد الديهي أن تصريحات ترامب تهدف إلى مزيد من الضغط على أوكرانيا للجلوس في مفاوضات سلام مع روسيا، مشيرا إلى أن ذلك أيضا يعتبر رسالة للغرب بأن دعم الدولة الأوكرانية لم يعد يجدي نفعا بقدر من كونه يزيد من حدة الأزمة الحالية،مؤكدا أنه بالتالي فتلك التصريحات تعد تعبيرا مهم من الإدارة لأمريكية الجديدة على حث الأطراف للرضوخ إلى عملية السلام بشكل أسرع على وضعها الحالي.