الريحان الأخضر.. ذهب أبنوب العطرى ينعش الاقتصاد الزراعى بأسيوط
تشتهر قرى مركز ومدينة أبنوب شمال شرقى محافظة أسيوط، بزراعة وإنتاج محصول الريحان الصيفى، الذى أصبح علامة مميزة للمنطقة ومصدر رزق أساسى لآلاف المزارعين، خاصة فى القرى الجبلية مثل عرب القداديح، عرب العوامر، ودير الجبراوى، حيث تلائم الطبيعة المناخية والتربة الجبلية هذا المحصول العطرى ذى القيمة الاقتصادية المرتفعة.
وتعد محافظة أسيوط من المحافظات الرائدة فى زراعة الريحان، إذ تضم أكثر من 3000 فدان مزروعة بالمحصول، يعمل بها ما يزيد على 2000 مزارع، موزعين على عدد من القرى أبرزها المعابدة، بنى محمد، العطيات، شقلقيل، الشنابلة، أبنوب الحمام، وعرب العوامر. ويؤكد مزارعو المنطقة أن الريحان أصبح بديلاً ناجحًا للعديد من المحاصيل التقليدية، نظرًا لانخفاض تكاليف زراعته مقارنة بعائده المرتفع.
ويقول يحيى صلاح أحد المزارعين إن الريحان يتميز بسرعة دورته الزراعية، حيث يتم حصاده أكثر من مرة خلال الموسم الواحد، ما يحقق دخلاً مستمراً للمزارع، فضلاً عن إمكانية تسويقه محليًا أو تصديره لاستخدامه فى الصناعات الدوائية والعطرية واستخلاص الزيوت الطبيعية. كما يساهم المحصول فى توفير فرص عمل موسمية للشباب والسيدات فى مراحل الزراعة والحصاد والتجفيف.
وتعتمد زراعة الريحان فى أبنوب على الخبرة المتوارثة بين الأجيال، حيث يحرص المزارعون على اتباع أساليب زراعية تقليدية مطورة، تضمن جودة المنتج وارتفاع نسبة الزيوت العطرية، وهو ما يزيد من قيمته التسويقية. ويؤكد خبراء زراعيون أن التوسع فى زراعة النباتات الطبية والعطرية، وعلى رأسها الريحان، يمثل مستقبلًا واعدًا للزراعة فى صعيد مصر.
ورغم النجاحات التى حققها المحصول، يطالب المزارعون بمزيد من الدعم، سواء من خلال توفير الإرشاد الزراعى، أو فتح أسواق تصديرية جديدة، وإنشاء مصانع محلية لاستخلاص الزيوت، بما يساهم فى تعظيم القيمة المضافة وتحقيق تنمية مستدامة للقرى المنتجة.
ويبقى الريحان، برائحته الزكية وعائده الاقتصادى، شاهدًا على قدرة أرض أبنوب الخصبة على العطاء، ومثالًا حيًا لزراعة واعدة تسهم فى تحسين مستوى معيشة المزارعين ودعم الاقتصاد المحلى بمحافظة أسيوط
